تحدث فى
حياتنا ـ من آن لآخر ـ أشياء عجيبة، من هذه الأشياء ظهور مرجان فى برنامج العاشرة
مساء! ومطالبته
بتطبيق الشريعة الاسلامية فى مصر،
ولما قيل
له أنها مطبقه بالفعل، نفى بشده، ولما طلب منه أن يوضح المطلوب لتطبيق الشريعة
الأسلامية،
طالب بأن
تتحجب جميع النساء سواء كن مسلمات أو مسيحيات، بل أضاف اليهن السائحات!
وطالب أيضا
أن يدفع المسيحيون الجزية ماداموا راغبين فى البقاء بمصر!
كما طالب أخيرا
بهدم أبى الهول والهرم الأكبر!
وتفاخر
بأنه ـ أيام كان يحارب الكفار فى أفغانستان ـ كان ضمن مجموعة المجاهدين اللذين طلبت
منهم طالبان نسف تمثال بوذا، بعد أن فشلت فى تحطيمه بالدبابات والمدفعية!
والحقيقة أن مطالب مرجان ليس فيها أى عقل أو
منطق، وكنت أتمنى لو أنه فكر فى حلول للمشاكل المهمة الملحة العديدة التى نعانى
منها مثل،
سوء الادارة
وانعدام التخطيط والفساد والبلطجة والأمية وسوء مناهج التعليم والاسكان والصحة
والبطالة والمرور والزبالة و.. و..
الا أن الله لم يفتح عليه الا بحجاب المرأة وجزية
المسيحيين وآثار الفراعنه.
أما عن المرأة وهى بالطبع الشغل الشاغل لمولانا وزملائه،
من يوم مولدها وحتى بعد وفاتها بست ساعات!
فأنا أرى أن ارتداءها الحجاب أو عدمه هى مسألة شخصية
بحته تقررها بنفسها، ولا يجب أن يتدخل فيها أى انسان سواها.
وأما عن المسيحيين فهل نسيت يامرجان أنهم هم الذين
استقبلوا جدى وجدك أحسن استقبال، حينما حضرا من الجزيرة العربية مع الفتح
الاسلامى؟
وأما عن أبو الهول والأهرامات وجميع آثار جدودنا
الفراعنة فهى ليست مجرد تماثيل أو أصنام، انها رموز ونتاج حضارة رائعة أبهرت
الدنيا كلها،
ولكنك ـ للأسف الشديد ـ جرؤت على التفكير فى تحطيمها
لأنك عجزت عن فهمها أو الاحساس والفخربها، مثل جميع خلق الله، وليس المصريون وحدهم.
ثم ظهر مرجان مرة ثانية فى برنامج العاشرة مساء واعتقدت
أنه سوف يتراجع عما قاله فى المرة السابقة، الا أنه خيب ظنى وازداد اصرارا على
مطالبه، بل انه زاد الطين بلة وطالب الرئيس مرسى بعدم حضور احتفال الكنيسة المسيحية
بتنصيب البابا تواضروس الثانى!
وأنا أعتقد أن الرئيس مرسى ـ بصفته رئيسا لكل المصريين ـ
لن يلتفت الى هذه المطالب وسيحضر احتفال الكنيسة المسيحية.