الثلاثاء، 11 ديسمبر 2012

نقاطع أو نذهب؟



الى كل من يسأل: "نقاطع أو نذهب؟" هذه اجابة السؤال:
لقد فقد النظام الحاكم فى مصر شرعيته لأنه لم يعد الحاكم الفعلى لمصر، وانما الحاكم الفعلى هم جماعة الاخوان المسلمين، ومن يظن غير ذلك اليه الأدلة:
ـ تحاصر مليشيات جماعة الاخوان المسلمين ـ منذ أيام ـ المحكمة الدستورية العليا، ويمنعون قضاتها من الدخول لممارسة عملهم، أما هتافهم "يا مرسى ادى الاشارة .. واحنا نجيبهم فى شيكارة" فهو مثال مخجل لمدى الابتذال الذى وصلت اليه الجماعة، وأما مرسى اللذى ينتظرون اشارته فقد أصدر المتحدث الرسمى باسمه بيانا يقول فيه بأنه لم يكن يحب ذلك أن يحدث؟!
ـ يحاصر من يطلقون على أنفسهم "حازمون" نسبة الى كبيرهم حازم أبو اسماعيل ـ منذ أيام ـ مدينة الانتاج الاعلامى بمدينة 6 أكتوبر، ويمارسون تحرشا ورزالة وغلاسة مع الداخلين الى المدينة والخارجين منها، ابتداء بالسباب والتهديد بالمنع من تقديم البرامج، وانتهاء بالتهديد بالقتل؟! أما عن الهتافات المستخدمة فيعف القلم عن كتابتها لانها أكثر ابتذالا من هتاف "الشيكارة"، وأما عن مرسى فأعتقد أنه لم يجد فى هذا الحصار ما يدعوه لاصدار اعلان "بأنه لم يكن يحب"، لأنه ـ فى الحقيقة ـ "يحب؟!"، وطبعا "السكوت علامة الرضا"، ومن يرجع الى خطاباته العديدة السابقة سيتبين بوضوح حجم الود المفقود بينه وبين الاعلام.
ـ تقوم مليشيات الجماعة باعتداءات همجية وحشية دموية بالأيدى والأسنان والأقدام، وكافة أنواع الأسلحة النارية والبيضاء، وزجاجات المولوتوف، بل والغازات المسيلة للدموع؛ على كل من تسول له نفسه الاختلاف مع قادة الجماعة، أو الاعتراض عليهم، أو عدم الالتزام بمبادىء الجماعة الراسخة وعلى رأسها "السمع والطاعة". وأوضح وأبشع مثال على ذلك هو الاعتداء على المتظاهرين المعتصمين بجوار سور قصر الاتحادية. ولا يجد النظام فى هذه الاعتداءات ما يضير، بل يعتبرها دفاعا عن النفس؟! ولا أجد ما أقول سوى :"يضيق قلبى ولا ينطلق لسانى"
ـ تحدث مرشد الجماعة أمام مليشياته فهدد وتوعد، وأصدر الأوامر للنائب العام، ووصف المعارضين بالاجرام، وأكد بوضوح وجلاء أنه الحاكم الفعلى لمصر، الا أن الحسنة الوحيدة فى كلامه كانت عدم قوله "طظ فى مصر" مثلما قالها المرشد اللذى كان قبله.
ـ عقد خيرت الشاطر مؤتمرا صحفيا فهدد وتوعد هو الآخر، بل انه اعترف صراحة بأن الجماعة تقوم بالتنصت على المعارضين وتسجيل مكالماتهم التليفونية؟!
ـ قبل منتصف ليلة أول أمس صدر قرار برفع أسعار عدد كبير من السلع بنسب متفاوتة وصلت فى بعض السلع الى 200%! وبعدها بقليل قبل الفجر صدر قرار ثانى يلغى القرار الأول أو يجمده (على حد قولهم) وقد ذكرنى تعبير التجميد بالحزب الوطنى حينما كان يستخدم تعبير "تحريك" الأسعار بدلا من رفع الأسعار.
وكان أول المعترضين على القرار حزب النور السلفى (حليف الاخوان) اللذى اعترض على جزئية اصدار قرار والغائه فى نفس الليلة، ووجه توبيخا شديدا لنظام الحكم، وبلغنى أن الجماعة هى من أمرت بتجميد القرار حتى لا يؤثر سلبيا على تصويت الناخبين فى الاستفتاء على الدستور، فلم يكن أمام النظام سوى السمع والطاعة، ومن المؤكد أن الجماعة تنوى اخراج القرار من الفريزر وفك تجميده عقب الاستفتاء مباشرة؟!
ان ماسبق ذكره يوضح بجلاء من اللذى يحكم مصر الآن، وكل من يفكر فى الذهاب لصناديق الاستفتاء يوم السبت القادم ليقول "لا" سيمنح النظام قبلة الحياة ليصحو من جديد بعد أن فقد شرعيته فقدانا تاما.
اننى أرى أن نقاطع ولا نذهب يوم السبت القادم.

الخميس، 6 ديسمبر 2012

المأساة



تعلن ادارة مسرح "الفواجع" عن استمرار عرض فصول مسرحية "المأساة" على مسرح الاتحادية بالرغم من توقع الكثيرون بقرب سقوطها سقوطا مروعا، كما حدث من قبل عند عرضها فى اوائل سنة 2011 على مسرح التحرير.
وتقول ادارة المسرح أنها قد استعانت بمؤلف جديد يدعى "مرشد الخللان" اللذى وعد بأنه سوف يقوم ـ نتيجة لخبرته الكبيرة ـ باجراء تغييرات جوهرية فى النص لتلافى الفشل اللذى حدث عند عرض المسرحية فى المرة الأولى.
وقد أوضح "مرشد الخللان" أنه سوف يستبدل انتخابات 2005 ـ الموجودة فى الفصل الأول ـ بأحداث أكثر اثارة وسخونة مثل الاعلان عن خروف وبطة وأسد وعروس فى ليلة دخلتها، وباستقصاء عن رأى المشاهدين فى وجبة هائلة يتم طبخها فى مطبخ "حاتم الشريانى" الشيف المشهور.
الا أن النتائج جاءت مخيبة للغاية فقد استاء أغلب المشاهدين من البذاءة الشديدة للاعلان وخروجه على كافة الأعراف والأصول التى يجب مراعاتها.
وامتنع أغلب اللذين طلب منهم تناول الوجبة عن تناولها لأنها ـ حسب قولهم ـ تم سلقها فى زمن وجيز للغاية على نار عالية فجاءت رديئه الطعم ويستحيل بلعها.
وقالت ادارة المسرح أنها اضطرت لتغيير المكان الذى تجرى فيه أحداث الفصل الثانى ـ اللذى يطلق عليه "فصل الدواب" ـ من ميدان التحرير الى الاتحاديه، ولم يمكنها بالتالى استخدام الجمال والأحصنة لرفض أهالى نزلة السمان تكرار أرسال دوابهم خارج منطقة الهرم والاشتراك فى تلك المسرحيات الفاشلة، كما رفض السيرك القومى استخدام حيواناته لبعد المسافة.
 وقد حاول المخرج تقديم فقرة هزلية بين الفصلين الأول والثانى لازالة الملل وبعث بعض المرح فى نفوس الجماهير، فأحضر مجموعة من الفعلة الصعايدة وأرسلهم الى كورنيش حى المعادى الراقى وطلب منهم التجمهر وغناء بعض اغنيات الفلكلور الصعيدى، فأخذوا يصرخون ويصيحون ويهتفون بأصوات منكرة "يا مرسى ادى الاشارة .. واحنا نجيبهم فى شيكارة"
وقد أتى هذا الفاصل الهزلى بنتائج عكسية تماما، فمن الواضح أن هؤلاء الهتيفة كانوا يستعجلوا اشارة معلمهم "مرسى" لكى يضعوا المتفق عليه داخل شيكارة، ومن الواضح أيضا أنه يجب قتل المتفق عليه أولا حتى يمكن تقطيعه ووضعه داخل الشيكارة!
وقد استدعى هذا الهتاف الفج الى ذاكرة محبى الرائعان "نجم وامام" أغنيتهما الجميلة "دللى الشيكارة .. جنب الشيكارة .. واجعد ياحفنى ولع لك سيجارة". وطبعا لم يكن هناك أى مجال للمقارنة.
كما ادعت ادارة المسرح أن ممثلي العرض الأول كانوا السبب فى سقوطه لأنهم كانوا مفتقدين لحب الجماهير، وكانوا مفتقدين أيضا للمواهب التى تؤهلهم لاداء ادوارهم بنجاح؛ مما جعل الادارة تستخدم ـ فى العرض الثانى ـ ممثلين جدد، آملة أن تكون لديهم الموهبة وأن يتوفر لهم حب الجماهير، مثل احمد رمسى والبتاتنى والكسيان وثروت نيازى والبلشاجى والأمير وغيرهم؛ الا أن تغيير الممثلين لم يحقق شيئا على الاطلاق، بل العكس لأن جماهير كثيرة رأت أن ممثلى العرض الأول كانوا أفضل من ممثلى العرض الثانى، والغريب أن جماهير كثيرة تساءلت عن معنى تلك الابتسامة اللزجة المرتسمة بصفة دائمة على وجوه الممثلين!
‫وفى مؤتمرات اعلامية عديدة عقدها مؤلف ومخرج وممثلى المسرحية أعلنوا أن المسرحية ناجحة، وشنوا هجوما ضاريا على الجماهير والنقاد والاعلاميين واتهموهم بأنهم وراء كل الاتهامات بسقوط المسرحية! وخصوا بالاتهام الاعلام جهتين غامضتين تدعيان "الفلول" و "الطرف الثالث" وأكدوا أن لديهم معلومات سرية تؤكد صحة ادعاءاتهم!
وطبعا كان للمرأة ـ كالمعتاد ـ نصيب ضخم من اتهاماتهم واهتماماتهم.
 والآن أيها الأعزاء بعد الفشل الذريع الذى منيت به المسرحية فى عرضها الأول سنة 2011 و بعد فشلها فى الفصلين الأول والثانى فى عرضها الثانى ـ هذه الأيام ـ هل تتوقف المسرحية أم يستمر الفصل الثالث ويتحقق الفشل الذريع الكامل الذى يتوقعه وينتظره الكثيرون؟

الثلاثاء، 4 ديسمبر 2012

"يا مرسى ادى الاشارة .. واحنا نجيبهم فى شيكارة"



كان هتاف الاخوان المسلمين اللذين حاصروا المحكمة الدستورية ومنعوا قاضتها من الدخول: 
 "يا مرسى ادى الاشارة .. واحنا نجيبهم فى شيكارة"
والحقيقة أن هذا الهتاف جاء دالا ومعبرا بدقة شديدة، فالشيكارة هى كيس كبير من الورق المقوى أو البلاستيك تستخدم لحظ مواد مثل الأسمنت وعلف المواشى والدواجن وغيرها.
وربما تكون غير مألوفة بالنسبة للبعض، الا أنها مألوفة تماما بالنسبة للعاملين فى مجالات البناء اللذين يطلق عليهم "الفعلة" أو "عمال اليومية"، وهؤلاء تجدهم جالسين على الأرصفة فى الشوارع الرئيسية والميادين وبجوار كل منهم شيكارة بداخلها الأدوات البسيطة التى يستخدمها فى عمله، ونظرا لأحوالهم المعيشية المتدنية، تجدهم يندفعون فى تسابق جنونى نحو أى سيارة تقف بالقرب منهم للحصول على أى عمل يوفر لهم قوت يومهم.
ومن الطبيعى أنهم يكونون فى منتهى السعادة لو طلب منهم التجمهر وترديد بعض الهتافات بدلا من الأعمال الشاقة التى يؤدونها فى كل يوم، ومن الأفضل طبعا أن تكون الكلمات المستخدمة فى تلك الهتافات مألوفة لديهم حتى يسهل عليهم ترديدها!
ويستحيل الادعاء بأن ذلك قد حدث دون علم أو موافقة من الرئيس مرسى، لأن الذى يملك اعطاء الاشارة يملك الأمر بمنع الهتاف!