الى كل من يسأل: "نقاطع
أو نذهب؟" هذه اجابة السؤال:
لقد فقد النظام الحاكم فى مصر
شرعيته لأنه لم يعد الحاكم الفعلى لمصر، وانما الحاكم الفعلى هم جماعة الاخوان
المسلمين، ومن يظن غير ذلك اليه الأدلة:
ـ تحاصر مليشيات جماعة الاخوان
المسلمين ـ منذ أيام ـ المحكمة الدستورية العليا، ويمنعون قضاتها من الدخول
لممارسة عملهم، أما هتافهم "يا مرسى ادى الاشارة .. واحنا نجيبهم فى
شيكارة" فهو مثال مخجل لمدى الابتذال الذى وصلت اليه الجماعة، وأما مرسى
اللذى ينتظرون اشارته فقد
أصدر المتحدث الرسمى باسمه بيانا يقول فيه بأنه لم يكن يحب ذلك أن يحدث؟!
ـ يحاصر من يطلقون على أنفسهم
"حازمون" نسبة الى كبيرهم حازم أبو اسماعيل ـ منذ أيام ـ مدينة الانتاج
الاعلامى بمدينة 6 أكتوبر، ويمارسون تحرشا ورزالة وغلاسة مع الداخلين الى المدينة
والخارجين منها، ابتداء بالسباب والتهديد بالمنع من تقديم البرامج، وانتهاء
بالتهديد بالقتل؟! أما عن الهتافات المستخدمة فيعف القلم عن كتابتها لانها أكثر ابتذالا
من هتاف "الشيكارة"، وأما عن مرسى فأعتقد أنه لم يجد فى هذا الحصار ما
يدعوه لاصدار اعلان "بأنه لم يكن يحب"، لأنه ـ فى الحقيقة ـ "يحب؟!"،
وطبعا "السكوت علامة الرضا"، ومن يرجع الى خطاباته العديدة السابقة سيتبين
بوضوح حجم الود المفقود بينه وبين الاعلام.
ـ تقوم مليشيات الجماعة
باعتداءات همجية وحشية دموية بالأيدى والأسنان والأقدام، وكافة أنواع الأسلحة
النارية والبيضاء، وزجاجات المولوتوف، بل والغازات المسيلة للدموع؛ على كل من تسول
له نفسه الاختلاف مع قادة الجماعة، أو الاعتراض عليهم، أو عدم الالتزام بمبادىء
الجماعة الراسخة وعلى رأسها "السمع والطاعة". وأوضح وأبشع مثال على ذلك
هو الاعتداء على المتظاهرين المعتصمين بجوار سور قصر الاتحادية. ولا يجد النظام فى
هذه الاعتداءات ما يضير، بل يعتبرها دفاعا عن النفس؟! ولا أجد ما أقول سوى
:"يضيق قلبى ولا ينطلق لسانى"
ـ تحدث مرشد الجماعة أمام
مليشياته فهدد وتوعد، وأصدر الأوامر للنائب العام، ووصف المعارضين بالاجرام، وأكد
بوضوح وجلاء أنه الحاكم الفعلى لمصر، الا أن الحسنة الوحيدة فى كلامه كانت عدم
قوله "طظ فى مصر" مثلما قالها المرشد اللذى كان قبله.
ـ عقد خيرت الشاطر مؤتمرا
صحفيا فهدد وتوعد هو الآخر، بل انه اعترف صراحة بأن الجماعة تقوم بالتنصت على
المعارضين وتسجيل مكالماتهم التليفونية؟!
ـ قبل منتصف ليلة أول أمس صدر
قرار برفع أسعار عدد كبير من السلع بنسب متفاوتة وصلت فى بعض السلع الى 200%!
وبعدها بقليل قبل الفجر صدر قرار ثانى يلغى القرار الأول أو يجمده (على حد قولهم)
وقد ذكرنى تعبير التجميد بالحزب الوطنى حينما كان يستخدم تعبير "تحريك"
الأسعار بدلا من رفع الأسعار.
وكان أول المعترضين على
القرار حزب النور السلفى (حليف الاخوان) اللذى اعترض على جزئية اصدار قرار والغائه
فى نفس الليلة، ووجه توبيخا شديدا لنظام الحكم، وبلغنى أن الجماعة هى من أمرت بتجميد
القرار حتى لا يؤثر سلبيا على تصويت الناخبين فى الاستفتاء على الدستور، فلم يكن
أمام النظام سوى السمع والطاعة، ومن المؤكد أن الجماعة تنوى اخراج القرار من
الفريزر وفك تجميده عقب الاستفتاء مباشرة؟!
ان ماسبق ذكره يوضح بجلاء من
اللذى يحكم مصر الآن، وكل من يفكر فى الذهاب لصناديق الاستفتاء يوم السبت القادم
ليقول "لا" سيمنح النظام قبلة الحياة ليصحو من جديد بعد أن فقد شرعيته
فقدانا تاما.
اننى أرى أن نقاطع ولا نذهب
يوم السبت القادم.