الخميس، 6 ديسمبر 2012

المأساة



تعلن ادارة مسرح "الفواجع" عن استمرار عرض فصول مسرحية "المأساة" على مسرح الاتحادية بالرغم من توقع الكثيرون بقرب سقوطها سقوطا مروعا، كما حدث من قبل عند عرضها فى اوائل سنة 2011 على مسرح التحرير.
وتقول ادارة المسرح أنها قد استعانت بمؤلف جديد يدعى "مرشد الخللان" اللذى وعد بأنه سوف يقوم ـ نتيجة لخبرته الكبيرة ـ باجراء تغييرات جوهرية فى النص لتلافى الفشل اللذى حدث عند عرض المسرحية فى المرة الأولى.
وقد أوضح "مرشد الخللان" أنه سوف يستبدل انتخابات 2005 ـ الموجودة فى الفصل الأول ـ بأحداث أكثر اثارة وسخونة مثل الاعلان عن خروف وبطة وأسد وعروس فى ليلة دخلتها، وباستقصاء عن رأى المشاهدين فى وجبة هائلة يتم طبخها فى مطبخ "حاتم الشريانى" الشيف المشهور.
الا أن النتائج جاءت مخيبة للغاية فقد استاء أغلب المشاهدين من البذاءة الشديدة للاعلان وخروجه على كافة الأعراف والأصول التى يجب مراعاتها.
وامتنع أغلب اللذين طلب منهم تناول الوجبة عن تناولها لأنها ـ حسب قولهم ـ تم سلقها فى زمن وجيز للغاية على نار عالية فجاءت رديئه الطعم ويستحيل بلعها.
وقالت ادارة المسرح أنها اضطرت لتغيير المكان الذى تجرى فيه أحداث الفصل الثانى ـ اللذى يطلق عليه "فصل الدواب" ـ من ميدان التحرير الى الاتحاديه، ولم يمكنها بالتالى استخدام الجمال والأحصنة لرفض أهالى نزلة السمان تكرار أرسال دوابهم خارج منطقة الهرم والاشتراك فى تلك المسرحيات الفاشلة، كما رفض السيرك القومى استخدام حيواناته لبعد المسافة.
 وقد حاول المخرج تقديم فقرة هزلية بين الفصلين الأول والثانى لازالة الملل وبعث بعض المرح فى نفوس الجماهير، فأحضر مجموعة من الفعلة الصعايدة وأرسلهم الى كورنيش حى المعادى الراقى وطلب منهم التجمهر وغناء بعض اغنيات الفلكلور الصعيدى، فأخذوا يصرخون ويصيحون ويهتفون بأصوات منكرة "يا مرسى ادى الاشارة .. واحنا نجيبهم فى شيكارة"
وقد أتى هذا الفاصل الهزلى بنتائج عكسية تماما، فمن الواضح أن هؤلاء الهتيفة كانوا يستعجلوا اشارة معلمهم "مرسى" لكى يضعوا المتفق عليه داخل شيكارة، ومن الواضح أيضا أنه يجب قتل المتفق عليه أولا حتى يمكن تقطيعه ووضعه داخل الشيكارة!
وقد استدعى هذا الهتاف الفج الى ذاكرة محبى الرائعان "نجم وامام" أغنيتهما الجميلة "دللى الشيكارة .. جنب الشيكارة .. واجعد ياحفنى ولع لك سيجارة". وطبعا لم يكن هناك أى مجال للمقارنة.
كما ادعت ادارة المسرح أن ممثلي العرض الأول كانوا السبب فى سقوطه لأنهم كانوا مفتقدين لحب الجماهير، وكانوا مفتقدين أيضا للمواهب التى تؤهلهم لاداء ادوارهم بنجاح؛ مما جعل الادارة تستخدم ـ فى العرض الثانى ـ ممثلين جدد، آملة أن تكون لديهم الموهبة وأن يتوفر لهم حب الجماهير، مثل احمد رمسى والبتاتنى والكسيان وثروت نيازى والبلشاجى والأمير وغيرهم؛ الا أن تغيير الممثلين لم يحقق شيئا على الاطلاق، بل العكس لأن جماهير كثيرة رأت أن ممثلى العرض الأول كانوا أفضل من ممثلى العرض الثانى، والغريب أن جماهير كثيرة تساءلت عن معنى تلك الابتسامة اللزجة المرتسمة بصفة دائمة على وجوه الممثلين!
‫وفى مؤتمرات اعلامية عديدة عقدها مؤلف ومخرج وممثلى المسرحية أعلنوا أن المسرحية ناجحة، وشنوا هجوما ضاريا على الجماهير والنقاد والاعلاميين واتهموهم بأنهم وراء كل الاتهامات بسقوط المسرحية! وخصوا بالاتهام الاعلام جهتين غامضتين تدعيان "الفلول" و "الطرف الثالث" وأكدوا أن لديهم معلومات سرية تؤكد صحة ادعاءاتهم!
وطبعا كان للمرأة ـ كالمعتاد ـ نصيب ضخم من اتهاماتهم واهتماماتهم.
 والآن أيها الأعزاء بعد الفشل الذريع الذى منيت به المسرحية فى عرضها الأول سنة 2011 و بعد فشلها فى الفصلين الأول والثانى فى عرضها الثانى ـ هذه الأيام ـ هل تتوقف المسرحية أم يستمر الفصل الثالث ويتحقق الفشل الذريع الكامل الذى يتوقعه وينتظره الكثيرون؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق