عرض
وائل الابراشى منذ بضعة أيام تسجيلا للرئيس الراحل جمال عبد الناصر يتحدث فيه عن
لقائه بالمرشد العام للاخوان، الذى طلب منه طلبين: "الأول أن تتحجب المرأة،
والثانى أن تمتنع المرأة عن العمل!"
أما
عن الطلب الأول وهو حجاب المرأة فقد كان رد عبد الناصر عليه غاية فى الموضوعية
والمنطق وخفة الدم اذ قال له: أنت لك ابنه فى الجامعة لا ترتدى "طرحه"،
فاذا كنت لا تستطيع أن تجعل فتاه واحدة ترتدى طرحه، فكيف تطلب منى أن أجعل 10
مليون امرأه يرتدين الطرح؟ (كان عدد نساء مصر فى ذلك الوقت قريبا من هذا الرقم)
وأكمل عبد الناصر بأن هذا الأمر مسألة شخصية بحتة تخص المرأة وليس للحاكم أن يتدخل
فيها.
وأما عن الطلب الثانى وهو امتناع المرأة عن
العمل فقد كان رد عبد الناصر عليه أيضا غاية فى الموضوعية والمنطق وان اتسم بقليل
من الحدة اذ قال له: عمل المرأة يوفر للاسرة دخلا اضافيا تساعد به زوجها فى توفير
حياة أفضل للاسرة، واذا كانت المرأة وحيدة فعملها ضرورى ومهم جدا حتى تستطيع أن
تعيش حياة كريمة ولا تضطر للتفريط فى نفسها.
فاذا
نظرنا ـ نحن أيضا ـ لهذا الأمر بموضوعية ومنطق كما فعل جمال عبد الناصر، فسوف نجد:
أولا:
أن الله لم يفتح على المرشد الا بطلبين، والطلبين خاصين بالمرأة!
ثانيا:
أن اهتمام الاخوان بالمرأة قائم منذ نشأة الاخوان منذ أكثر من ثمانين عاما وأن حسن
البنا كان متأثرا فى ذلك بالفكر الوهابى السائد فى السعودية
ثالثا:
لم يهتم المرشد
بالمشاكل الهامة التى كانت مصر ومازالت تعانى منها مثل الحالة الاقتصادية وسوء الادارة وانعدام التخطيط والأمية والاسكان
والصحة والبطالة والمرور والقمامة و.. و..
رابعا:
المرأة هى الشغل الشاغل للاخوان منذ مولدها وحتى بعد وفاتها بست ساعات! الا أن الاهتمام
بها يقتصر فقط على اجبارها على ارتداء زي معين، واجبارها على الامتناع عن العمل
وبالتالى على عدم الخروج من المنزل، لكى تتفرغ لأداء أهم واجب مطلوب منها، ولم أسمع
يوما من ينادى حتى بأهمية تعليمها؟!