بدأ الانقلاب فى المساء.. وفشل فى صباح اليوم التالى..
وتحوّل الزعيم الأوحد اردوغان الى قاهر الإنقلابات.. ولو
انه كان يطمع أن يكون خليفة المسلمين.. ويؤكد ذلك برفع يده دائما بعلامة رابعة!
ولم يُضيّع اردوغان وقتا.. فأقال حتى الآن 3000 قاضيا
ظهرا.. وعيّن 3000 قاضيا جديدا بدلا منهم عصرا.. وأعلن أنه أقال المُقالين لأنهم
مع الإنقلاب.. وعيّن المُعيّنين لأنهم ضد الإنقلاب!
ولا يُمكن أن يمُرّ ذلك دون سؤال: من هو المُوظّف
التُركى المُعجزة الذى استطاع كتابة و/أو طباعة كشوف بأسماء 6000 قاضى.. فى الفترة
من الظهر الى العصر؟
ولا توجد إجابة لهذا السؤال.. سوى ان الكشوف كانت جاهزة!
ولم أر أعجب من جنود القوات المُسلّحة الأتراك.. الذين
اشتركوا فى الإنقلاب..
فالجندى فى أى جيش من جيوش العالم "لا يترك سلاحه
قط.. حتى يذوق الموت!"
لكن هؤلاء الجنود تركوا سلاحهم أرضا.. وناموا بجواره..
على وجوههم.. فى استسلام مهين للغاية!
أما كبار القادة.. فقد تم القبض على آلاف مؤلفة منهم..
واُحيل عدد آخر كبير منهم الى التقاعد..
وإتّهم اردوغان الداعية الاسلامى التركى فتح الله جولن..
الذى سبق أن اشترك معه فى تأسيس حزب العدالة والتنمية.. والمُقيم حاليا بالولايات
المتحدة.. بأنه العقل المُدبّر للإنقلاب.. بدعم أمريكى!
وقال جولن أن أردوغان هو نفسه الذى دبّر الإنقلاب.. لكى
يتخلّص من معارضيه.. ويُحكم قبضته على تركيا!
وسواء كان ذلك أو كذلك.. فهذا هو الانقلاب العسكرى
الرابع وربما الخامس.. الذى يحدث فى تركيا فى فترة زمنية وجيزة.. وتركيا الآن على
حافة بركان.. قد ينفجر فى أى لحظة!