هناك حكمة لا أعرف إن كان قائلها هو وينستون تشرشل أو هنرى كيسنجر.. تقول:
"بين الدول وربما أيضا بين الأفراد..
لا توجد صداقات دائمة.. ولا عداوات دائمة..
وانما مصالح دائمة!"
ــــ
إنشغل المصريون فى شهر رمضان.. بأشياء لا تستحق أى إنشغال.. مثل:
هل غسل مؤخراتهم بالشطّاف يُبطل الصيام.. أو لا يُبطله؟
وهل مسلسل عادل امام أجدع.. أو مسلسل محمد رمضان؟
وهل.. وهل.. من تلك الأمور التافهة!
وللأسف
الشديد.. منعهم ذلك الإنشغال.. من الإهتمام أو حتى ملاحظة.. أن خطوات أشد أهمية
بكثير.. تخص مصر والمنطقة كلها.. قد بدأ إتخاذها..
كانت البداية حينما فاجأ السيسى العالم كله.. بتصريحات مستلهمة من المنهج الساداتى.. وتحدث عن آماله
وأحلامه فى سلام دافىء مع اسرائيل.. واتفاق بين الفلسطينيين والاسرائيليين.. وكيف
أن ذلك سوف يجعل جميع دول المنطقة تعيش فى مستقبل "عجب"! (بفتح العين
والجيم وتسكين الباء)
وأكّد البعض أن
هذا الكلام كان مجرد تحصيل حاصل.. ولن تعقبه أى نتائج!
وفاتهم أن أول رد
فعل كان ـ كما هو متوقع ـ من جميع قادة اسرائيل..
وكان الرد فى
التو واللحظة.. وايجابيا بدرجة مرتفعة!
وفاتهم أيضا أن
اتصالات وتحركات عديدة بدأت بعدها بقليل.. وكان أطرافها اسرائيل وروسيا وتركيا!
فإعتذر اردوغان
لروسيا عن اسقاط طائرتها.. وسمحت روسيا لمواطنيها بإستئناف الرحلات السياحية الى
تركيا!
واعتذر نتنياهو
لتركيا عن الإعتداء على المركب التركى..
وسافر الى روسيا
واجتمع مع بوتين..
ثم سافر الى عدة
دول افريقية.. من بينها أثيوبيا.. التى تقيم حاليا سد النهضة على نهر النيل.. وخطب
فى برلمانها خطبة.. لا أجد لها وصفا أفضل من أنها كانت ـ على غير المُعتاد منه ـ "عاطفية"
بأمتياز!
وفى إجراء مفاجىء
وصل وزير خارجية مصر.. الى اسرائيل.. واجتمع بنتنياهو مرتين فى يوم واحد.. وأنهيا
عمل اليوم.. بمشاهدة مباراة كرة القدم فى نهائى الأمم الأوروبية!
وبصراحته الصادمة
المُعتادة.. قال نتنياهو فى المؤتمر الصحفى.. الذى عقده هو ووزير خارجية مصر.. أن
زيارة الوزير المصرى لم تكن مفاجأة له.. وأن أمورا هامة أخرى.. يجب أن تُبحث فى
القاهرة.. وأنه يتطلع الى أن تنضم دول عربية أخرى.. الى مصر والاردن فى اتفاق
السلام القائم بينهم وبين اسرائيل!
فهل نقول أن خطوات
جادة قد بدأت.. للإعداد والتخطيط لمشروع شرق أوسط جديد؟
وهل المشروع
الجديد يُعتبر بديلا أم تعديلا لمشروع "الشرق الأوسط الكبير" الامريكى؟
لقد فشل المشروع
الأمريكى فشلا ذريعا.. وأشاع الخراب والدمار فى المنطقة.. وملأ أوروبا بأعداد
هائلة من اللاجئين.. وفجّر الأحداث الإرهابية فى كل مكان..
فهل آن الأوان أن ينته كل ذلك.. وأن تنجح هذه الخطوات.. فى بداية مشروع
جديد فى الشرق الأوسط؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق