كان الله فى عون كل المعترضين على إسلام بحيرى، واللذين أعلنوا الحرب عليه؛
فقد عجزوا عن فهم حقيقة الأمر!
وبلغت بهم الغفلة أن إعتقدوا أن إيقاف عرض برنامجه، وإقامة الدعاوى
القضائية عليه، سوف يُنهى متاعبهم ومشاكلهم معه، وأنهم سوف يستريحوا منه نهائيا!
وحقيقة الأمر عكس ذلك تماما، فإسلام لا يعرض رأيا خاصا به، وإنما يعرض ما
يشعر به ويؤمن به ويدافع عنه المسلمين المعتدلين، اللذين يفضلون إستعمال عقولهم فى
كل نواحى الحياة، بدلا من النقل الأعمى، لكل ما كتبه الأقدمين، دون أى إعمال للعقل
أو المنطق!
أى أن الأمر ليس خلافا شخصيا بينهم وبين إسلام، يمكن أن ينتهى بإيقاف عرض
برنامجه، أو بإقامة دعاوى قضائية عليه؛ وإنما هو منهج فى التفكير، يؤمن به إسلام
ومعه كثيرات وكثيرون غيره، ولن يقبلوا وليسوا مستعدين للتخلى عنه!
ومشكلة المعترضين أنهم لم يعتادوا الحوار، ولم يعتادوا بالتالى أن يتقبلوه،
فلم يجدوا بدا من تحويل الأمر إلى خلاف شخصى، استخدموا فيه السباب والتكفير وإهدار
الدم والدعاوى القضائية!
وأوضح دليل على ذلك، أنه ـ حتى هذه اللحظة ـ لم يناقش واحدا منهم، مناقشة
موضوعية، حقيقة ما قاله إسلام، وما اذا كان ما جاء بكتب التراث ـ التى يقدسونها ـ
مناسبا أو متوافقا مع القرآن الكريم، والسُنة المُؤكدة، من عدمه!
وأعترف أن إسلام كان ـ
فى بعض الأحيان ـ قاسيا وربما عدوانيا، إلا أننا يجب أن نلتمس له العذر، فقد كان
مضطرا لذلك.. وهل يمكن أن لا يفعل ذلك، وهو يتعرّض لمختلف أنواع السباب
والتكفير وإهدار الدم والدعاوى القضائية، بل إن التنكيل
والتشهير تمادى، حتى أن رئيسة قسم العقيدة بجامعة الازهر، التى أفتت بإهدار دمه،
إدّعت إدعاءً هزليا، أنه "جنرال اسرائيلى" تم تجنيده ليسىء للإسلام!
والمؤسف المخجل أن السبب المُعلن لكل ذلك الهجوم وتلك الإتهامات، هو أنه
"تجرأ على ثوابت الأمة" و"حاول تهديد السلام الإجتماعى"!
سأضرب مثلا واحدا أنهى به حديثى:
لقد أقر كل المعترضين على إسلام تقريبا إن الإسلام لم يحدد سنا لزواج
الفتاة، وأنه يُمكن تزويجها بالتالى متى كانت لائقة للزواج، وسُئل أحدهم: كيف نحدد
أن الفتاه لائقة للزواج؟ فأجاب: يعنى تكون "مربربة"!
بينما أصرّ إسلام على أن الزواج من طفلة هو إغتصاب، يجب محاسبة فاعلة ومن
شجعوه!
وسؤال أخير: من الذى تجرأ على ثوابت الأمة، من يقبل زواج رجل من طفلة لأنها
"مربربة"؟ أم من يرفض ذلك؟
ومن من الإثنين يكون قد هدد السلام الإجتماعى بالفعل؟