الثلاثاء، 7 يونيو 2016

صوم رمضان 02


لماذا يلجأ كثيرات وكثيرون منا.. اذا كان أمامهم.. إمكانية الإختيار بين مسألتين دينيتين.. واحدة سهلة وبسيطة.. والأخرى صعبة ومُعقّدة.. الى إختيار الصعبة المُعقّدة.. مؤكدين أن هذا الإختيار يتفق مع صحيح الدين!
ـــــ
رد وصلنى من نبيل الميقاتى:

"الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقول الله تعالى: ... وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ... {البقرة:184}، هو تيسير من الله تعالى على عباده وتدرج في فرض الصوم، والمعنى أن الذين يستطيعون الصوم إذا أفطروا فإن عليهم فدية، وكان هذا في أول الأمر حيث جعل الله تعالى الصيام على التخيير من شاء صام، ومن شاء أفطر وفدى، فمعنى الآية: وعلى الذين يطيقون الصيام إذا أفطروا فدية.. ثم نسخت هذه الآية في قول جمهور أهل العلم بقوله تعالى: ..فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ.. ويدل على هذا المعنى ما رواه البخاري عن سلمة بن الأكوع: قال: لما نزلت: وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ. كان من أراد أن يفطر ويفتدي حتى نزلت الآية التي بعدها فنسختها. انتهى.

قال السعدي في تفسير هذه الآية: هذا في أول الأمر وفي ابتداء فرض الصيام لما كانوا غير معتادين للصيام، وكان ابتداء فرضه حتما فيه مشقة عليهم، درجهم الرب الحكيم بأسهل ما يكون، وخير المطيق للصوم بين أن يصوم وهو الأفضل والأكمل، أو يطعم ويجزئه، ثم لما تمرنوا على الصيام، وكان ضرورياً على المطيقين فرضه عليهم حتماً. وقيل إن قوله: وعلى الذين يطيقونه.. أي: يتكلفون الصيام، ويشق عليهم مشقة لا تحتمل كالكبير والمريض والميئوس من برئه، فدية طعام مسكين عن كل يوم يفطره. انتهى.
"
ـــــ
أولا: النسخ هو إلغاء حكم دينى إلهى.. أتى أولا.. وإستبداله بحكم دينى إلهى آخر.. أتى بعده..
وهذا الأمر يثير خلافات عديدة وشديدة.. حتى أن بعض المذاهب الإسلامية تعتبره تشكيكا وتقليلا من قدرة الله.. الذى لا يخطىء..
أما صوم رمضان فسوف نجد أنه مذكور فى القرآن فى سورة واحده.. هى سورة البقرة.. وفى ثلاث آيات متتاليات أرقام 183 و184 و185.. مع العلم أن سورة البقرة نزلت جميع آياتها فى المدينة المنورة.. عدا بضع آيات ليس من بينها الآيات الثلاث المذكورة..

والنص الذى إستندت اليه مذكور فى الآية رقم 184: "... وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ..."
فكيف بالله عليكم عندما يقول الله فى الآية رقم 185 التى تليها مباشرة: "... فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ..." أن نعتبر هذا الكلام نسخا وتعديلا واستبدالا لـ "... وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ..."..
أليس الأولى أن نعتبره تأكيدا لما جاء فى الآية التى سبقتها.. بدليل قوله بعد ذلك فى نفس هذه الآية رقم 185: "... يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ..."
أما التدرّج فى فرض صوم رمضان.. فهذه أول مرة أسمع به.. ومن غير المعقول التدرّج بين آيتين متتاليتين.. ولا أن يكون بين موضوعين مختلفين.. وإلا ما أصبح تدرّجا!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق