يصف المصريون المرأة سيئة الخلق، فى أحد أمثالهم البذيئة، وما أكثرها،
بأنها "اللى فيها.. تجيبه فيك!"
تذكرت هذا المثل وأنا أستمع الاسبوع الماضى للرئيس اوباما، وهو يعلن أن
الدولة الإسلامية (داعش سابقا) هى أخطر تنظيم إرهابى يواجه امريكا حاليا!
بذمتك يا سيادة الرئيس، مش مكسوف من نفسك، وإنت بتقول الكلام ده؟
ها تعمل نفسك مش عارف إن أى إرهاب، وكل الإرهاب، اللى العالم كله بيعانى
منه، هو من تصميم وإنتاج معامل الـ CIA المركزية؟!
وها تعمل نفسك مش عارف إن السيناريو السخيف الممل ده، إتكرر قبل كده فى
"القاعدة" والواقفة والنايمة، وغيرهم من كل التنظيمات الإرهابية، التى
لا تمل الـ CIA من إبتكارها!
ما يحزننى ويسىء إلينا كمسلمين، هو إستغلال الدين الإسلامى ـ بخبث شديد ـ أسوأ
إستغلال، فى هذه الأمور البعيدة تماما عن الإسلام، بل إن الإسلام ينهى عنها،
ويعتبرها من الكبائر!
ولا شك أن تنظيم الإخوان "الدولى" الإرهابى هو المقاول الرئيسى،
ويكاد يكون الوحيد، الذى يقوم بتوريد "المجاهدين المسلمين" لكل تنظيمات الـ
CIA الإرهابية ذات الشعارات الإسلامية!
وهؤلاء المجاهدون نوعان لا ثالث لهما: مسلم ضيق الأفق والثقافة، تم العبث
بعقله تماما، بواسطة ما يطلقون على أنفسهم "الدعاة الإسلاميون"؛ ومسلم
ضاق به الحال، ولم يعد أمامه أى مصدر للرزق والحياة المعقولة، سوى الإنضمام الى
هذه التنظيمات، والقيام بأى مهام يكلفونه بها!
أما عن التمويل المالى لهذه التنظيمات، فمن المؤسف أن دولا عربية وإسلامية
تقوم به حاليا، تنفيذا لأوامر الولايات المتحدة، وتخفيفا للعبىء المالى الذى لم
تعد الـ CIA قادرة على تحمله!
وكانت الـ CIA فى بداية الأمر، تقوم بالتمويل بمفردها، ولكن حينما ضاقت الأحوال
المالية بامريكا، بدأ البحث عن مصادر أخرى تساعد فى التمويل؛ وتفتق ذهن الرئيس
الامريكى وقتها "رونالد ريجان" عن فكرة جهنمية خبيثة، تقضى بعدم حرق
المخدرات التى يصادرها البوليس الأمريكى، كما تفعل كل الدول المحترمة، وبيعها بدلا
من حرقها، لتمويل التنظيمات الإرهابية من الدخل الوارد من هذا البيع!!
وقد إحتار الكثيرون فى العثور على إجابة لسؤال بسيط جدا: البيع لمن؟
ولكنها ـ بأى حال من الأحوال ـ مهزلة غير أخلاقية، تٌرتكب بصفة مستمرة من
كل رؤساء الولايات المتحدة!
ورونالد ريجان بالمناسبة، كان قبل أنتخابه رئيسا لامريكا، ممثلا سينمائيا،
وقد اعتبره الامريكان ممثلا فاشلا، ولكن الغريب أنهم بعد انتخابه، اعتبروه واحدا
من أنجح الرؤساء الذين حكموا أمريكا!
ولست أدرى هل توقف الرؤساء الأمريكان عن بيع المخدرات المٌصادرة، بعد أن تولت
مهمة تمويل التنظيمات الإرهابية، دول عربية واسلامية، أم أن من تذوق عائد بيع
المخدرات لا يستطيع التوقف؟!
ونعود الى السيناريو السخيف الممل الذى سبق الإشارة إليه من قليل..
تكون البداية هى قيام الـ CIA بتصميم ووضع أسس التنظيم، وتوفير الدعم الكامل والمهول، من التدريب
والسلاح والأموال!
ثم تترك أعضاء التنظيم يعيثون فى الأرض فسادا، بشرط أن يتم ذلك حسب الخطة
الموضوعة!
فإن خالف أعضاء التنظيم الخطة، حقّ عليهم العقاب، واٌهدر دمهم، ووجب القضاء
عليهم!
وإن حققوا المطلوب منهم، وجب "برضه" القضاء عليهم، بعد أن لم يعد
هناك أى ضرورة لوجودهم!
وهذا منهج يمثل مستوى عال من الإجرام، تنفرد بتطبيقه امريكا وعصابات
الجريمة الدولية!
وعادة ما تنجح عصابات الجريمة الدولية، فى القضاء على من تريد القضاء عليه،
ولكن أمريكا تفشل فى ذلك دائما، كشأنها فى أمور كثيرة!
ويبدأ التنظيم فى العمل لحسابه الخاص، فتبدأ كل اجهزة العصابة الأمريكية فى
الهجوم عليه، فقد أصبح ـ منذ تلك اللحظة ـ الخطر الأكبر الذى يواجه الأمة
الامريكية، راعية الحرية والديموقراطية وحقوق الانسان، وكل الأشياء الحلوة التى
يمكن أن تخطر بقلب بشر!
وتستمر هذه التمثيلية السخيفة المملة وتتكرر بدون إنقطاع، بالرغم من أن
الكل قد حفظها "صمّ"، وأصبح على علم بكل تفاصيلها وخباياها؛ ولكنها
البجاحة الامريكانى التى فقدت ماء وجهها تماما، وفقدت الحياء أيضا، فلا تنقطع وصلات
الردح الأمريكانى للتنظيم، و "اللى فيها.. تجيبه فى التنظيم!"