لاحظت فى نسبة كبيرة، مما ينشر على صفحات الفيزبوك، غلبة الدين (الإسلامى طبعا)، والتدين على كل ما يكتب، ولا يخلو الأمر من ذكر بعض الأدعية التى تفتح لقائلها أبواب الجنة على مصراعيها، وسعيا وراء مزيد من الثواب، تذكر بعض المواقع الدينية التى يقتصر أحيانا كل ما يكتب فيها، على الدعوة الى التدين والإلتزام بمحاسن الأخلاق!
ولو أن إنسانا ـ يجيد اللغة
العربية ـمن خارج المنطقة العربية ـ قرأ هذا الكلام، فسوف يخرج بنتيجة غاية فى
الغرابة: هذا مجتمع نصفه من المؤمنين المتدينين، يدعون النصف الآخر، وهم قطعا غير
مؤمنين غير متدينين الى الايمان والتدين!
ولو أن إنسانا من غير
المؤمنين أخذ ما يقوله النصف الآخر على محمل الجد، فإنه سينطلق طول النهار، مرتكبا
شتى أنواع السيئات والموبقات، ثم يقرأ فى نهاية اليوم دعاء أو إثنين من الأدعية التى
تمتلىء بها صفحات الفيزبوك، ويعمل كام "لايك" وكام "شير"
لزيادة الأجر والثواب، ثم ينام بعد ذلك قرير العين، وهو يحلم بالجنة، لكى يستكمل
فيها ماكان يفعله طول النهار!
ما رأيكم فى هذه الصورة؟ يا
من تملئون الفيزبوك بالكتابات والأدعية والقنوات الدينية؛ وكأنكم المسلمون
الوحيدون، على ظهر الأرض، تدعون البدائيين الوثنيين الذين يعيشون فى الأحراش، الى الإيمان
والتديّن!
الايمان ياسيدات وياسادة لا
يحتاج الى كتابة و/أو كلام ولا يحتاج الى لايك و/أو شير؛ الإيمان فى عبارة موجزة
وبليغة هو "ما وقر فى القلب وصدّقه العمل" ومعناها أن الايمان هو ما
إستقر وثبت داخل قلوبكم، وأكدته أعمالكم وتصرفاتكم!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق