منذ بدأ الفلسطينيون صراعهم المسلّح مع الإسرائيليين، وأنا أتوقع منهم أن
يتبعوا فى هذا الصراع، أسلوبا مختلفا تماما، عن الأسلوب الذى إتبعوه، ومازالوا
يتبعوه حتى الآن!
وأنتهز الفرصة، لكى أحكى لهم تجربة عملية للجيش المصرى، حدثت بعد هزيمة
1967.
بمجرد إحتلال جيش الدفاع الإسرائيلى لسيناء، أسرع بإقامة نقاط حصينة قوية،
على الضفة الشرقية لقناة السويس، يربط بينها ساترترابى مرتفع، بطول القناة؛ واٌطلق
عليه "خط بارليف".
وحينما تم لقواتنا الموجودة غرب قناة السويس، إستكمال معداتها وتحصيناتها،
بدأت صراعا مسلحا قويا، مع العدو الإسرائيلى، أطلق عليه "حرب
الإستنزاف".
وأثناء هذه الحرب، حضر إلى جبهة القتال الرئيس جمال عبد الناصر، وبعد مروره
على بعض المواقع، فوجئنا به يقول: أنا لى طلب عندكم.. عاوز كل يوم إسرائيلى واحد ـ
على الأقل ـ من كل نقطة قوية! وخللوا بالكم إن كل دبابة أو مدرعة بتدمروها،
بيقدروا يجيبوا بدالها؛ إنما ما بيحصلش كده مع البنى آدم!
فقال أحد الضباط: "بنادق القناصة" يافندم هى أفضل سلاح يحقق ذلك!
ولم تمض أيام قليلة، حتى وصلت البنادق، وتم التدريب عليها، وبدأ استخدامها؛
وبعد أيام قليلة، طلبت إسرائيل وقف إطلاق النار!
هناك حقيقة قد تكون ـ للأسف الشديد ـ غائبة عن الكثيرين، وهى أن ألأم
اليهودية، هى فقط، التى تمنح أبناءها الديانة اليهودية، ولا يهم إن كان أبو
الأبناء يهوديا أو غير يهودى؛ أما الأب اليهودى فلا يمنح أبناءه الديانة اليهودية،
إلا إذا كانت أم الأبناء يهودية!
والديانة اليهودية ـ بالتالى ـ لا تسمح بالتبشير، ولا تقبل باعتناق غير
اليهودى للديانة اليهودية!
وهذا معناه أن اليهودى الذى يٌقتل أو يموت، لا بديل له إلا يهودى يولد من
أم يهودية!
فإذا كانت يهوديات كثيرات لا يحبذن كثرة الإنجاب، بل إن منهن من لا يحبذن
الإنجاب على الإطلاق؛ فهذا معناه إن كل يهودى يٌقتل أو يموت من الإسرائيليين، يؤدى
إلى خسارة يصعب على إسرائيل تعويضها!
ولعل هتلر ـ فى صراعه مع اليهود ـ قد أدرك مبكرا هذه الحقيقة!
ولعل الفلسطينيون يدركون هذه الحقيقة فى صراعهم المسلّح مع الإسرائيليين،
ولعلهم يدركون أيضا، أن الكثير من الوسائل العلمية المتقدمة، أصبحت متاحة الآن،
ويمكن الإستعانة بها، إذا لم يكن إستخدام بنادق القناصة متاحا!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق