وصف الدكتور مصطفى الفقى القضية الفلسطينية بأنها قضية الفرص الضائعة بإمتياز!
فكم من فرصة سنحت وأضاعها الفلسطينيون بدون داع وبحجج واهية؟
وفى كل مرة ينتهز الإسرائيليون الفرصة، لزيادة المساحة التى يحتلونها،
وتقليص المساحة المتاحة للفلسطينيين!
وبإستمرار الحال على هذا المنوال، سيجىء يوم لا يجد فيه الفلسطينيون
لدولتهم مترا واحدا من الأرض!
ويتم اليوم أو غدا الأربعاء التصويت على مشروع القرار المُقدم للأمم المتحدة، الذي يطالب بالانسحاب الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية خلال سنة!
وكان من الطبيعى أن تعلن اسرائيل وامريكا
رفض المشروع، إلا أن أعجب العجائب كانت إنضمام حماس لهما فى رفض المشروع، وإعلان زعمائها
وهم جالسين حول مائدة حافلة بالفواكه والمكسرات، أن المشروع لا يحقق طموحات الشعب
الفلسطينى!
أى طموحات تلك التى تتحدثون عنها؟ ألم تكفكم المتاجرة
بالقضية الفلسطينية كل هذا الوقت؟
لقد وضح الإتفاق والتنسيق الكامل بينكم وبين اسرائيل منذ
زمن بعيد، ولكنكم لا تستحون!
ألم تكفكم الملايين التى دخلت جيوبكم من فرض الأتاوات
على الأنفاق؟
وحينما بدأت مصر فى سد هذه الأنفاق، حماية لأمنها
القومى، وقلّت الأتاوات، قمتم بخطف وقتل ثلاثة اسرائيليين بالإتفاق مع نتنياهو،
لكى تعطوه المبرر لقتل وجرح الآلاف من الفلسطينيين الأبرياء، وتدمير غزة تدميرا
شبه كامل، حتى يظهر أمام الإسرائيليين بمظهر البطل المغوار الذى يحميهم، ويحمى
حياتهم، فيعطونه أصواتهم فى الإنتخابات القادمة؛ أما أنتم فكان لعابكم يسيل على مليارات تعمير غزة المنتظرة!
وأذكّر القراء بالمبادرة المصرية لإيقاف القتال أثناء
العدوان الأخير على غزة، حينما كان عدد الشهداء الفلسطينيين لا يتجاوز 300 شهيد، والتى
رفضتها حماس، وكتبت عن ذلك يوم 16 يول 2014 مدونة بعنوان "حماس ترفض
وقف إراقة دماء الفلسطينيين!"
وكانت حماس كلما هدأ
القتال، تقوم بالقاء كوز صفيح أو كوزين مملوئين بالرمل والزلط على اسرائيل، مدعية
أنها صواريخ محلية الصنع، وتولول اسرائيل ويعلن نتنياهو أنه سيرد بقسوة على صواريخ
حماس، فلا تصيب أكواز حماس إلا الأرض الجرداء التى سقطت عليها، ولا تمس شعرة من
جسد اسرائيلى واحد، بينما تتمادى اسرائيل فى قتل الأبرياء من الفلسطينيين وتدمير
كل شىء فى غزة!
وأتساءل هنا سؤال
غير برىء: لِم تنجح حماس فى قتل أعداد كبيرة من الجنود المصريين، بل ومن المصريين،
وتفشل فى قتل الإسرائيليين؟ ولِم تنجح متفجرات حماس فى أرض مصر، وتفشل فى أرض
اسرائيل؟
وأخيرا هل أجد لدى
القراء وصفا مناسبا لإتفاق حماس علنا مع اسرائيل وامريكا، وإعلانها فى نفس اللحظة،
الحرص على تحقيق طموحات الشعب
الفلسطينى؟
ـــــــــ
مدونة "حماس ترفض وقف إراقة دماء
الفلسطينيين!"