الأربعاء، 2 سبتمبر 2015

فاقد الشىء لا يُعطيه!


فى زمن مضى الى غير رجعة، كانت بريطانيا امبراطورية لا تغرب عنها الشمس، وكان السفير البريطانى فى مصر يُدعى "المندوب السامى"، وكان هو الحاكم الفعلى لمصر!
السفير البريطاني الحالى فى مصر واسمه "جون كاسن" يبدو أنه قد أفرط مؤخرا فى الشراب، فإلتبس عليه الأمر، ولم يتبين أن الشمس قد غربت عن بلاده وشبعت غروبا، منذ زمن بعيد، وخُيّل إليه أنه ما زال يعيش فى الماضى، ، فطلع علينا بتصريح، يعترض فيه على حكم قضائى فى القضية المعروفة بإسم "ماريوت"، ويقول فيه: "إن استقرار البلاد يجب ألا يبنى على أساس واه يحرم الناس من حقوقهم ويقوض حرية الصحافة وحرية التعبير"
ولدى بعض الملحوظات على هذا التصريح:
ـ أنت رجل بريطانى، ما دخلك فى حكم قضائى مصرى، فى شأن مصرى، داخل الأراضى المصرية؟
ـ ليس من حقك ولا من حق غيرك أن يعترض على حكم قضائى إلا عن طريق الإجراءات القانونية، وأول شروطها أن يكون لك صفة فى القضية، فأى صفة لك فى هذه القضية؟
ـ أنت تتحدث عن "إستقرار البلاد"، وهو أمر ليس من شأنك بتاتا، والأدهى والأمّر إن كل مسئولى بلدك دأبوا منذ سنة 1882 وحتى هذه اللحظة، على تقديم أسوأ ما لديهم من مجهودات لتدمير استقرار وأمن هذه البلاد، ونحن لسنا غافلين عن اللقاءات والإتفاقات الخبيثة التآمرية التى تعقدها أنت وكل من سبقوك من سفراء ومسئولين، مع الإخوان والسلفيين وغيرهم من أعداء بلادنا!
ألا تخجل بعد كل ذلك من الحديث عن استقرار البلاد؟
ـ أما عن حقوق الإنسان والحريات، فلا يجب مطلقا لأبناء بلد يحمل تاريخه سجلا داميا حافلا فى كل مكان وضعوا أقدامهم فيه، أن يتحدث عن حقوق الإنسان!
اذا كنت قد نسيت، فنحن لم ننس ماحدث فى قرية دنشواى المصرية سنة 1906، ولم ننس بالطبع الفلاحين المصريين الأبرياء الذين شنقوا وجلدوا، دون أى ذنب جنوه!
يا جون كاسن.. لا تفتح فمك مرة أخرى بالحديث عن حقوق الإنسان،
لأن فاقد الشىء لا يُعطيه!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق