الاثنين، 30 مايو 2016

توجيهات السيسى وأهداف "الطرمخة" الثلاثة!




قام مجموعة من مسلمى القرية التى تقيم بها السيدة سعاد ثابت بالمنيا.. بإشعال النيران فى البيت الذى تعيش فيه.. إنتقاما من إبنها.. الذى سرت إشاعة بأنه على علاقة آثمة بسيدة مسلمة.. وأتت النيران على بيت السيدة وعلى بيوت أخرى مجاورة يمتلك بعضها مسلمون!

ولما خرجت السيدة من منزلها.. هربا من النيران.. قام المعتدون بتجريدها من ملابسها.. بل إنهم فعلوا ما هو أسوأ من ذلك.. وكانوا يهتفوا "الله أكبر" ويرددون عبارات تُمجّد الدين الإسلامى.. وتهين الدين المسيحى!
ولم تصل الشرطة أو المطافىء (كالمُعتاد) إلا بعد إنتهاء الأحداث!
ودعا الإمام الأكبر والبابا ـ من خارج مصر ـ الى ضبط النفس والقضاء على الفتنة!
(لاحظوا أن هذه الدعوة تمت بعد الإنتهاء من حرق المنازل.. وتجريد السيدة من ملابسها!)

وفى البداية.. أنكر محافظ المنيا وقوع هذه الأحداث!.. ثم عاد فقال أنها مجرد خلافات بسيطة.. ثم أعلن أخيرا أن الهدوء التام يسود المحافظة كلها!
وكان لابد أن تصدر توجيهات من رئيس الجمهورية.. لكافة الأجهزة المعنية بالدولة.. تُتضمن الإجراءات المفروض إتخاذها.. لحفظ النظام العام وحماية الأرواح والممتلكات.. فى إطار سيادة القانون..
ومعنى هذا أن المسئولين لم يقوموا بإتخاذ الإجراءات التى كان مفروضا عليهم إتخاذها.. إما لأنهم لم يكونوا على علم بهذه الإجراءات.. وتلك مصيبة.. أو لأنهم كانوا على علم..وتقاعسوا عن أداء واجبهم.. وتلك مصيبة أعظم!
وكان السطر الأخير فى نهاية توجيه الرئيس: ".. ومحاسبة المتسببين فى هذه الأحداث وإحالتهم للسلطات القضائية المختصة"
ولا أعتقد أن هناك توجيه أوضح من ذلك..

ولكن كان من الواضح أن للأزهر وجهة نظر مختلفة!
فقد أوفد الأزهر ووزارة الأوقاف.. قافلة دعوية مكونة من ٤٠ إماماً وخطيباً إلى القرية..
وخطب أعضاء القافلة فى المساجد وزاروا الأهالى.. كما توجهوا إلى الكنيسة وقابلوا المسئولين بها.. ودعوا الجميع إلى إعلاء قيم التسامح والرحمة ونبذ العنف والشقاق!
(لاحظوا أن هذه الدعوة تمت بعد الإنتهاء من حرق المنازل.. وتجريد السيدة من ملابسها!)

وأكد الدكتور محمد مهنا مستشار شيخ الأزهر، أنه لا تعارض بين الجلسات العرفية وبين الإجراءات الجنائية!
(لاحظوا أن هذا التأكيد جاء بعد الإنتهاء من حرق المنازل.. وتجريد السيدة من ملابسها!)

وهنا يبرز سؤال منطقى: لماذا لم يُتّبع نفس المنهج مع تلاميذ المنيا الأحداث المسيحيين ومدرسهم ؟ ومع مسيحيين غيرهم؟.. مع العلم أنهم لم يرتكبوا أى عنف أو يجردوا أحدا من ملابسه؟
وقال الدكتور عباس شومان.. وكيل الأزهر.. أن الأزهر أصدر تعليمات لبيت العائلة في المنيا.. وذهبوا للقاء المسيحيين.. وإتفقوا معهم على إجراء الصلح.. وهناك وفد رفيع المستوى من الأزهر والكنائس توجه اليوم للمنيا لإجراء الصلح!
وناشد شومان أهالى المنيا بعدم السماح لأحد لإظهار الأمر على أنه فتنة طائفية!
(لاحظوا أن كل ذلك تم أيضا بعد الإنتهاء من حرق المنازل.. وتجريد السيدة من ملابسها!)

لقد أسرع الأزهر بإجراءات "الطرمخة" المُعتادة تلك.. بأهداف ثلاثة..
أولها: عاجل وهو إنقاذ المسلمين المُعتدين!
والثانى الأهم: وهو إنتهاز كل فرصة لإستخدام المجالس العرفية.. بديلا عن الإجراءات الجنائية.. كأحد أساليب التمهيد للحكم الدينى!
والثالث وهو أكثرها أهمية: تنغيص حياة المسيحيين.. ودفعهم الى التفكير فى مُغادرة أرض الوطن!

أرجو أن لا يغيب عنا بتاتا.. أهداف "الطرمخة" الثلاثة!

https://www.youtube.com/watch?v=_4CPMUTn_o8



هل أصبحنا فعلا دولة دينية؟ 03


هذه ثالث مُدوّنة أكتبها تحت نفس العنوان: هل أصبحنا فعلا دولة دينية؟
دعونى بداية اُذكّركُم بنص المادة الثانية من الدستور:
"الإسلام دين الدولة، واللغة العربية لغتها الرسمية، ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع"
فى برنامج "نقطة حوار" من قناة BBC، بخصوص الفتاوى الدينية؛ استضاف البرنامج مندوبا من الأزهر هو عبد الله رشدى، الذى سبق أن كلّفهُ الازهر بالتحاور مع إسلام بحيرى، وكانت آراؤه صادمة واستفزازية، فحينما سُئل كيف تتزوج طفلة لم تحض بعد.. أجاب: المُهمّ أن تكون "مربربة"..  ومن الطبيعى انه تعرّض لإنتقادات شديدة.. بعد هذه الإجابة التى لا يمكن أن تصدر من انسان سوىّ!
نعود لنقطة حوار الـ BBC.. بدأ مندوب الأزهر حديثه بعد الديباجة إياها.. بقراءة نص المادة الثانية من الدستور، ثم قال أنه بناء على هذه المادة فإن الأزهر هو الجهة الوحيدة التى لها حق التدخل فى (كل) الأمور الدينية التى تمس حياة المصريين، ومن بينها الإنتخابات(؟!)، ولا يحق التدخل لأى جهة أخرى سواها!
ولما أوضح له مقدم البرنامج أن الإنتخابات ليست مسألة دينية، وأن تدخل الأزهر يعنى أن مصر أصبحت دولة دينية، أصرّ على موقفه، وقال أن المادة الثانية من الدستور هى التى أعطت الأزهر هذا الحق!
ولن اُضيع وقتكم بالحديث عن قانون الإزدراء الذى يستخدمه الأزهر للتنكيل بأصحاب الآراء الحرة المسلمين.. أوبالمسيحيين أطفالا وكبار!
وإنما سأتحدث فقط عن إعلان وزراة الأوقاف.. منذ بضعة أيام.. عن بناء 1000 مسجد جديد!
ربنا يزيد ويبارك!.. ولكن ألم يكن الأولى والأهم.. تعليم المسلمات والمسلمين القراءة والكتابة.. قبل بناء هذا العدد المهول من المساجد؟
(تزيد نسبة الرجال المسلمين الأميين فى مصر عن 50%.. وتزيد نسبة النساء الأميات عن 75%)
وأنتهز الفرصة فأتوجه بسؤال الى أحبائى من المسيحيين: هل يمكنكم بناء كنيسة واحدة (أكرر واحدة فقط) بنفس السهولة التى ستبنى بها وزارة الأوقاف 1000مسجد؟
وأرجو أن لا تصلنى منكم أى إجابات سلبية أو إعتراضات.. لأن الإمام الأكبر.. بارك الله فيه.. يُعلن فى كل خطبه وأحاديثه (خارج بر مصر) أن المسيحيين يلقون الحرية الكاملة (داخل بر مصر) ويعاملون معاملة يجب أن تحسدهم عليها الأقليات فى العالم كله!
بذمتكم فيه كلام أحلى من كده؟
ــــ
ملحوظة: مرفق صورة تذكارية ودّية حديثة للإمام الأكبر مع مجموعة من قادة السلفيين أعضاء حزب النور!