ولما خرجت السيدة من منزلها.. هربا من النيران.. قام
المعتدون بتجريدها من ملابسها.. بل إنهم فعلوا ما هو أسوأ من ذلك.. وكانوا يهتفوا
"الله أكبر" ويرددون عبارات تُمجّد الدين الإسلامى.. وتهين الدين
المسيحى!
ولم تصل الشرطة أو المطافىء (كالمُعتاد) إلا بعد إنتهاء
الأحداث!
ودعا الإمام الأكبر والبابا ـ من خارج مصر ـ الى ضبط
النفس والقضاء على الفتنة!
(لاحظوا أن هذه الدعوة تمت بعد الإنتهاء من حرق
المنازل.. وتجريد السيدة من ملابسها!)
وفى البداية.. أنكر محافظ المنيا وقوع هذه الأحداث!.. ثم
عاد فقال أنها مجرد خلافات بسيطة.. ثم أعلن أخيرا أن الهدوء التام يسود المحافظة
كلها!
وكان لابد أن تصدر توجيهات
من رئيس الجمهورية.. لكافة الأجهزة المعنية
بالدولة.. تُتضمن الإجراءات المفروض إتخاذها.. لحفظ النظام العام
وحماية الأرواح والممتلكات.. فى إطار سيادة القانون..
ومعنى هذا أن المسئولين لم يقوموا بإتخاذ الإجراءات التى
كان مفروضا عليهم إتخاذها.. إما لأنهم لم يكونوا على علم بهذه الإجراءات.. وتلك
مصيبة.. أو لأنهم كانوا على علم..وتقاعسوا عن أداء واجبهم.. وتلك مصيبة أعظم!
وكان السطر الأخير فى نهاية توجيه الرئيس: ".. ومحاسبة
المتسببين فى هذه الأحداث وإحالتهم للسلطات القضائية المختصة"
ولا
أعتقد أن هناك توجيه أوضح من ذلك..
ولكن كان من الواضح أن للأزهر وجهة نظر مختلفة!
فقد أوفد الأزهر ووزارة الأوقاف.. قافلة دعوية مكونة من
٤٠ إماماً وخطيباً إلى القرية..
وخطب أعضاء القافلة فى المساجد وزاروا الأهالى.. كما
توجهوا إلى الكنيسة وقابلوا المسئولين بها.. ودعوا الجميع إلى إعلاء قيم التسامح
والرحمة ونبذ العنف والشقاق!
(لاحظوا أن هذه الدعوة تمت بعد الإنتهاء من حرق
المنازل.. وتجريد السيدة من ملابسها!)
وأكد الدكتور محمد
مهنا مستشار شيخ الأزهر، أنه لا تعارض بين الجلسات العرفية وبين الإجراءات الجنائية!
(لاحظوا أن هذا التأكيد جاء بعد الإنتهاء من حرق
المنازل.. وتجريد السيدة من ملابسها!)
وهنا
يبرز سؤال منطقى: لماذا لم يُتّبع نفس المنهج مع تلاميذ المنيا الأحداث المسيحيين
ومدرسهم ؟ ومع مسيحيين غيرهم؟.. مع العلم أنهم لم يرتكبوا أى عنف أو يجردوا أحدا
من ملابسه؟
وقال الدكتور عباس شومان.. وكيل
الأزهر.. أن الأزهر أصدر تعليمات لبيت العائلة في المنيا.. وذهبوا للقاء المسيحيين..
وإتفقوا معهم على إجراء الصلح.. وهناك وفد رفيع المستوى من الأزهر والكنائس توجه
اليوم للمنيا لإجراء الصلح!
وناشد شومان أهالى المنيا بعدم السماح لأحد لإظهار الأمر على أنه فتنة طائفية!
وناشد شومان أهالى المنيا بعدم السماح لأحد لإظهار الأمر على أنه فتنة طائفية!
(لاحظوا أن كل ذلك تم أيضا بعد الإنتهاء من حرق
المنازل.. وتجريد السيدة من ملابسها!)
لقد أسرع الأزهر بإجراءات "الطرمخة" المُعتادة
تلك.. بأهداف ثلاثة..
أولها: عاجل وهو إنقاذ المسلمين المُعتدين!
والثانى الأهم: وهو إنتهاز كل فرصة لإستخدام
المجالس العرفية.. بديلا عن الإجراءات الجنائية.. كأحد أساليب التمهيد للحكم
الدينى!
والثالث
وهو أكثرها أهمية: تنغيص حياة المسيحيين.. ودفعهم الى التفكير فى مُغادرة أرض
الوطن!
أرجو أن
لا يغيب عنا بتاتا.. أهداف "الطرمخة" الثلاثة!