الثلاثاء، 29 أكتوبر 2013

باسم والسيسى


أبدى الكثيرون غضبهم الشديد من حلقة باسم يوسف الأخيرة من برنامج "البرنامج".
وبلغ الحماس بصحفية، أن أعلنت من قناة القاهرة والناس، دعوة الكل للتوجه مساء الأربعاء الى مسرح سينما راديو، حيث يقوم باسم بتسجيل حلقات برنامجه، والوقوف صفا واحدا أمام باب المسرح، لمنعه من الدخول ومن تسجيل برنامجه!

يعنى تقريبا، مثلما فعل حازم أبو اسماعيل وعصابته، خارج مدينة الانتاج الاعلامى!

إسمحوا أن أناقش ـ باستفاضة ـ هذا الأمر لما له من أهمية شديدة:

لقد حضرت ـ حتى الآن ـ البداية والنهاية لحكم أربعة رؤساء لمصر: عبد الناصر، والسادات، ومبارك، ومرسى!

كانت كل النهايات تقريبا شديدة المأساوية، وإن اختلفت، أما البدايات فلم تختلف واحدة منها عن الأخرى؛ كلها تواضع وأمل، والاستشهاد بـ (إن وجدتمونى على باطل فقومونى..).. الخ.. الخ!

كانت هذه هى البدايات والنهايات، فماذا عما بينهما؟

أما عبد الناصر فقد قال له يوما محافظ بورسعيد فى احتفال بعيد النصر سنة 1962: "لقد جاء موسى بالتوراة، وجاء عيسى بالانجيل، وجاء محمد بالقرآن، وجئت أنت ياجمال بالميثاق!"

ونظرت الى عبد الناصر لأرى تأثير هذه العبارة عليه، وكنت أقف قريبا منه للغاية، بحكم أنى كنت ضمن القوة المكلفة بتأمين المنصة التى كان يجلس عليها هو وكبار الزوار، فوجدته يبتسم فى سعادة غامرة، بينما كنت أنا منزعجا للغاية، من تشبيه الميثاق بالكتب السماوية.. الميثاق هو كتاب نسب الى عبد الناصر وقيل أنه من تأليف هيكل!

وحينما بدأ السادات استخدام الاسلوب الدينى والآيات القرآنية فى أحاديثه، تنافس المتنافسون فى استخدام نفس الأسلوب، ووصل الأمر الى أن أحد الصحفيين كتب يقول أنه يرى فى السادات عدالة العمرين، ابن الخطاب وابن عبد العزيز، وأنه يجب أن يطلق على السادات لقب "سادس الخلفاء الراشدين!" 
وبدأ المهللتية والمطبلتية عملهم كالمعتاد، وكنت ـ بالرغم من حبى الشديد للسادات ـ أتمنى أن يطلب منهم أن يكفوا عن هذا العبث، إلا أنه لم يفعل!
وزاد الطين بلة، أحد أشهر الدعاة الاسلاميين حينما خاطب السادات ببيت من شعر ابن هانئ الأندلسي يقول فيه:
ما شئت لا ما شاءت الاقدار .. فإحكم فأنت الواحد القهار!

أما مبارك فلم يخل أى احتفال حضره لتخريج دفعة من طلبة الكليات العسكرية من كتابة (مصر .. مبارك) على أرض طابور العرض، بواسطة تشكيلات عسكرية من أجساد الطلبة الخريجين؛ وحينما كان يتم ذلك، كان المشير طنطاوى ينظر بفخر شديد الى مبارك، الذى كان يبتسم فى سعادة غامرة، ويصفق الاثنان بحرارة شديدة؛ متجاهلين أن المعنى الوحيد لهاتين الكلمتين (مصر .. مبارك) هو أن مصر أصبحت ملكية خاصة لمبارك!  

والآن جاء دور السيسى، الذى قال منذ بضعة أيام  تعقيبا على حلقة باسم يوسف الأخيرة أنه ليس لديه أى اعتراض على باسم، وأن كل انسان حر فى انتقاد من يشاء، وأن علينا أن نتقبل النقد بصدر رحب، ولا نضع أى قيود على حرية الرأى، وألا نعترض على حب الشعب المصري للمرح..

وأنا أرى أن السيسى لو استمر على هذا الرأى وهذا المنطق ـ بعد فوزه المتوقع برئاسة الجمهورية ـ فسوف يكون رئيسا عظيما لمصر!
وأرى أيضا ـ بالرغم من الحب والاعجاب الجارف للسيسى ـ أن من حقى ومن حق أى انسان أن نوجه له ما شئنا من النقد، اذا كنا نحبه حبا صادقا!

واذا كنا نتمنى الخير لمصر وللسيسي، فيجب أن نحميه من بطانة السوء، ومن المهللتية والمطبلتية، وألا تغيب عنا أبدا الحكمة التى تقول:

الدكتاتور لا يصنع نفسه.. وإنما شعبه هو الذى يصنعه!

الاثنين، 28 أكتوبر 2013

المصالحة مرة ثانية


قلنا من قبل أن "المصالحة" تكون بين زوجين، أو بين أخوة، أو بين أصدقاء؛ ولكن حينما يتحول عدد من أبناء الدولة الى عصابة من الارهابيين، ويمارسوا إرهابا شديد القذارة ضد الدولة؛ يكون استخدام كلمة "المصالحة" فى غير محلها، بل لا يجب بتاتا استخدامها، ويكون التعامل مع هذه العصابة، عن طريق الشرطة والقانون.

يتزعم مستخدمى كلمة "المصالحة" فى هذه الأيام الدكاترة كمال أبو المجد، وطارق البشرى، وسليم العوا؛ وكلهم يدعمون عصابة الارهابيين، دعما مباشرا واضحا أحيانا، ودعما غير مباشر مستتر فى أحيان أخرى!

وتكاد كل المقترحات التى يعرضونها أن تقتصر على "تقديم تنازلات من الجانبين"!

الدولة المحترمة، ايها السادة، لا تقدم أى تنازلات للارهابيين! ناهيك عن القول أن الأرهابيين لا يملكوا شيئا يتنازلون عنه سوى الإرهاب الذي يمارسونه!

ومن الطبيعى أن يكون لمستخدمى كلمة "المصالحة" شماشرجيه، يفسحون الطريق أمامهم، ويطبلون ويهللون لهم؛ ومنهم من أضحكنى كثيرا، فشر البلية مايضحك، حينما قال أن عصابة الارهابيين تعرض على السيسى: "الخروج الآمن"، مقابل الافراج عن أعضاء الجماعة الموجودين فى السجون؟!

السيسى يادكاترة هو رئيس جمهوريتنا القادم باذن الله، أما من هم فى السجون، فلا يملك حق الافراج عنهم سوى النيابة والقضاء. واعتقد أنه بناء على التهم الموجهة الى السجين محمد مرسى، قد تصل العقوبة المتوقعة له الى الإعدام!  

الثلاثاء، 22 أكتوبر 2013

رسالة مفتوحة الى ابنتى العزيزة مها بخصوص كنيسة العذراء بالوراق


هذه رسالة مفتوحة الى ابنتى العزيزة مها لكى تقرأها ويشترك معها فى قراءتها كل من وضع صورة الأصابع على حسابه، وكل من تعاطف مع أصحاب تلك الصورة.

ما رأيك يا مها فى اولئك المصريين البسطاء، الذين ذهبوا الى كنيسة العذراء بالوراق، للاحتفال بزواج فتاة مصرية مثلك ومثل كل فتيات مصر، من شاب مصرى مثل زوجك العزيز جاسر ومثل كل شباب مصر؛ فتطلق عليهم نيران رصاصات قاتلة، فيستشهد من أستشهد، ويصاب من أصيب؟

ما رأيك فى ذلك يا مها؟ لقد كنت أنت وجميع أخواتك، طالبات فى مدرسة "راهبات الأرمن الكاثوليك" ابتداء من الحضانة حتى الثانوية العامة؛ وما أكثر الكنائس التى ذهبتن اليها، للاحتفال بزواج صديقات الدراسة؛ فماذا كانت مشاعرك سوف تكون، لو كان قد حدث فى أحد تلك الاحتفالات، مثل ما حدث فى كنيسة الوراق؟

هل أذكرك يا مها بالأخت الفاضلة سيستر تيودورا ـ مديرة المدرسة، عليها رحمة الله ـ حينما استأذنتنى فى السماح لك ولأخواتك بالاشتراك فى الاحتفالات بعيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام، بالعزف والغناء داخل كنيسة المدرسة، وكيف أننا كلنا كنا فرحين وسعداء بذلك؟

هل أذكرك يا مها بالتدريبات التى كانت تتم على البيانو الموجود بمنزلنا، هل أذكرك بـ "هللويا"؟

لم يعرف بيتنا ـ منذ ولدت أنا ـ وحتى الآن، أى نوع من أنواع التعصب أو التطرف أو العنصرية!
هل أذكرك بما جاء فى القرآن الكريم، سورة المائدة، الآية 32:

"مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا"

هذا هو كلام الله يا مها، فهل قرأه الارهابيان اللذان ارتكبا هذا العمل الوحشى؟ وهل قرأه كل متعاطف معهما، مثلك ومثل أصحاب الصوابع؟

هناك من أصحاب الصوابع من تصل البجاحة به الى درجة أن يقول أن السيسى هو الذى دبر ذلك!

وهناك من أصحاب الصوابع من تصل البجاحة به الى درجة أن يقول أن محمد ابراهيم هو الذى دبر ذلك!

وهناك من أصحاب الصوابع من هو أقل بجاحة فيقول أن الأخوان اسلاميون معتدلون، وأن من فعل ذلك اسلامى متطرف!

وبالرغم أننى ـ كضابط سابق فى القوات المسلحة ـ أعلم باستحالة صدور أمر بذلك من السيسى أو من محمد ابراهيم؛ إلا أننى سوف أفترض ـ جدلا ـ أنهما يستطيعان؛ هل يوجد عاقل واحد يرى أن أى منهما له أى مصلحة فى ذلك؟ العكس تماما هو الصحيح لأن حدوث هذه الواقعة أدى الى توجيه اتهامات قاسية الى الاثنين بعدم توفير الحماية اللازمة لدور العبادة وخصوصا الكنائس!  

والحقيقة الواضحة يا مها أن الاخوان ارهابيون قتلة منذ تأسيس حسن البنا للجماعة سنة 1928 وحتى يومنا هذا، ولا أعتقد أن أحدا يستطيع أن ينكر أن حسن البنا قد قال يوما ما: "ليسوا اخوانا وليسوا مسلمين" بعد أن تمت احدى عمليات الاغتيال، فى محاولة منه للادعاء بأن الاغتيال قد تم دون علمه!! وبعد ذلك أصبح الانكار والنفى والقاء الاتهام على آخر مجهول، هو منهج ثابت للجماعة يتم اللجوء اليه فى هذه الأحوال دائما. وهذا واضح ـ فى حالتنا هذه ـ من توجيه الاتهام الى السيسى و/أو محمد ابراهيم  و/أو اسلاميون متطرفون! (وكل واحد يختار اللى على مزاجه!)

المؤسف يا ابنتى العزيزة أنك متعاطفة مع تنظيم ارهابى كبير، يمارس أعضاء منه القتل والارهاب، بدون أن يعرفوا سبب ذلك؛ لأنهم ـ ببساطة شديدة ـ سبق لهم أن أقسموا ـ وأيديهم موضوعة على المصحف والمسدس ـ على السمع والطاعة!

أخيرا.. هل رأيت يا مها صورة الأطفال المقتولين؟ انهم فى سن أصغر من بناتك! وليتك تفكرين فى أن اثنين من الذين تتعاطفين معهم، قد حرما أما مسكينة من ابنة حبيبة طاهرة!

السبت، 19 أكتوبر 2013

امنعوا هذه المهزلة


أدعو كل محب مخلص لمصر، كل صاحب ضمير، للمشاركة فى منع هذه المهزلة: 

50% من رجال مصر لا يقرأون أو يكتبون و 75% من نساء مصر لا يقرأن ولا يكتبن.

والسؤال الى كل أصحاب القرار وكبار المسئولين: على أى أساس يقوم المواطن الذى لا يقرأ ولا يكتب بالادلاء بصوته فى الاستفتاء على الدستور؟

ألا يتمتع واحد منكم ـ واحد فقط ـ بالشجاعة لكى يقول أن إدلاء هؤلاء الناس بأصواتهم ـ عن شىء يجهلونه تماما ـ لا يمكن وصفه إلا بأنه استهزاء مهين بالدستور، بالاضافة الى أنه يفتح الباب على مصراعيه لاستخدام السلع التموينيه والجنة والنار للحصول على أصوات هؤلاء المساكين؟