الأربعاء، 4 فبراير 2015

مبادرة فى معركة الحجاب!


المعركة محتدمة منذ زمن طويل بين أنصار سفور المرأة وأنصار الحجاب، ولقد حقق أنصار السفور انتصارا ساحقا سنة 1921 حينما خلعت السيدتان هدى شعراوى وسيزا نبراوى حجابيهما، وداستاهما بقدميهما أمام الجماهير أثناء استقبال الزعيم الكبير سعد زغلول، فتبعتهما أغلب نساء مصر!
وفى أوائل الخمسينيات، طلب المرشد العام للاخوان من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، أن تتحجب النساء! وكان رد عبد الناصر عليه غاية فى الموضوعية والمنطق وخفة الدم اذ قال له: أنت لك ابنه فى الجامعة لا ترتدى "طرحه"، فاذا كنت لا تستطيع أن تجعل إبنتك وهى فتاة واحدة أن ترتدى طرحه، فكيف تطلب منى أن أجعل 10 مليون امرأه أن يرتدين الطُرح؟ (كان هذا هو عدد نساء مصر تقريبا فى ذلك الوقت) وأكمل عبد الناصر، بأنه يرى أن هذا الأمر مسألة شخصية بحتة، تخص المرأة وحدها، وليس للحاكم أن يتدخل فيها!
وظل الحال على ماهو عليه حتى هزيمة 5 يونيه 1967، فاستطاع أنصار الحجاب تحقيق انتصار كبير، ولكنه ليس ساحقا!
وقد بدأ أنصار سفور المرأة، فى هذه الأيام هجوما جديدا، ويبدو بوضوح أن أعداد النساء اللائى يخلعن الحجاب فى تزايد مستمر!
ومن الطبيعى أن السلاح المستخدم حاليا فى المعركة هو سلاح الدين!
فأنصار السفور يقولون أنه لا يوجد فى القرآن الكريم نصّ واضح صريح يُلزم المرأة بتغطية شعرها أو بإرتداء لبس محدد!
وأنصار الحجاب يقولون أنه فريضة، والنصّ موجود، ولكن أنصار السفور يسيئون تفسيره!
وأنصار الحجاب يستشهدون بأحاديث من السنة النبوية، ولكن أنصار السفور يطعنون فى صحتها!
ولما كان من الواضح أن كلا الفريقين متمسك برأيه الى ما شاء الله، فإننى ـ فى محاولة لفض هذا الإشتباك ـ أعرض المبادرة التالية:
أولا: يجب أن نتفق أن هذا الأمر مسألة شخصية بحتة، تخص المرأة وحدها، وليس لشخص آخر غيرها أن يتدخل فيها!
ثانيا: سنثسلّم جدلا ـ بالرغم من عدم وضوح وصراحة النص ـ أن المرأة المسلمة مُلزمة بتغطية شعرها، ولكننا سنقوم بإبطال هذا الأمر، كما أبطل العديد من خلفاء المسلمين، حدودا أشد بكثير، مثل السرقة التى ذُكرت فى القرآن الكريم بوضوح شديد، بل وسبق تنفيذها؛ وكان سبب الإبطال أنها لم تعد صالحة للتطبيق، أو ملائمة للعصر، بعد أن تغيرت الظروف والأحوال، واصبحت هناك مصلحة عامة فى إبطالها!
إنتهت المبادرة ولدى سؤال: هل عدم تغطية المرأة لشعرها جريمة تفوق السرقة؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق