الثلاثاء، 26 مايو 2015

العلمانية (Secularism) والمادة الثانية من الدستور!



العلمانية من الاصطلاحات التى تثير لغطا شديدا، خصوصا فى الدول ذات الأغلبية المسلمة، فالمتأسلمون يُجمعون على أنها مرادفة لـ "الإلحادية" (Atheism)!
والعَلمانية هى عدم تبني دين مُعين كدين رسمي للدولة، وعدم قيام الحكومة أو الدولة بإجبار أي أحد على اعتناق وتبني معتقد أو دين مُعين!
ويجب فصل الدين عن الدولة والحكم، أى فصل المؤسسات الدينية عن السلطة السياسية!
و يجب ايضا أن تكون الأنشطة البشرية والقرارات، وخصوصًا السياسية منها، غير خاضعة لتأثير المؤسسات الدينية!
وأحب أن أوضح بصورة أكثر تفصيلا، مثالا واحدا، لمن يعترض على ذلك:
المادة الثانية من الدستور وهى مخالفة تماما للعلمانية نصها: "الإسلام دين الدولة، واللغة العربية لغتها الرسمية، ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع"
فمعنى هذه المادة، أن على كل مسلم يعيش على ارض مصر، أن يلتزم باداء الصلوات الخمس فى مواعيدها المحددة!
وهذا يعنى أن جميع مظاهر الحياة، وكافة الأنشطة، يجب أن تتوقف تماما، فى أوقات الصلاة!
أما تاركوا الصلاة، فقد اختلف الفقهاء إختلافا شديدا فى حكمهم، حتى وصل الأمر ببعض المتشددين من الفقهاء، الى درجة وجوب قتلهم!
ولكن، هب أننا إستطعنا الوصول الى الاتفاق على عقاب معين لتاركى الصلاة، من يستطيع تولى مهمة جمعهم من الشارع المصرى، ثم عقابهم؟ 
واذا كان هذا مثال واحد يخص المسلمين، فما بالك بأصحاب الأديان الأخرى، او غير المؤمنين بأى دين سماوى على الإطلاق، مثل ابناء جنوب شرق آسيا، الذين يتواجدون بكثرة فى شوارع مصر!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق