الثلاثاء، 1 مارس 2016

خناقة كيمو والعُكش!


خناقات المصريين كلها عبارة عن أصوات عالية وشتيمة وقلة أدب، و عبارات مُملة مُعتادة مثل "ما حدش يحوشنى" و "لولا مسكونى كنت خلّصت عليه"
ومن القواعد الثابتة للخناقات أن العنف لا يمكن أن يبدأ إلا فى وجود عدد كبير من "ولاد الحلال" لكى يتدخلوا ويحوشوا.. بل إنهم (ولاد الحلال) يتعرضون فى العادة للبهدلة والإصابات أكثر من المشتبكين فى الخناقة!
ويقول المثل العامى الظريف: "ما ينوب المخلّص إلا تقطيع هدومه"!
يعنى الموضوع من أوله لآخره تهريج وتهجيص.. وأوضح مثال على هذه الخناقات، خناقة عضوى مجلس النواب: العُكش وكيمو!
لقد بدأ العُكش الخناقة بتصرف استفزازى غريب.. فقد كان معتادا فى قناته الفراعين، أن يسب الإسرائليين سبابا قاسيا، وأن يهاجمهم هجوما شديدا! وفجأة رآه الجميع فى جلسة ودية مع السفير الإسرائيلى داخل بيت السفير!
ولم يكتف بذلك بل أعلن أنه سيلتقى برئيس وزراء اسرائيل، لحل مشكلة سد النهضة الذى تقيمه أثيوبيا على نهر النيل!
وحينما عاد العُكش الى مجلس النواب.. إنتظر عضو المجلس كيمو الى أن رآه يقف فى وسط مجموعة من الأعضاء، ثم اندفع نحوه شاهرا حذاءه بصورة مفتعلة حتى يراه الجميع..
وكما هو مُتوقع ومُنتظر، طبقا لأصول وقواعد الخناقات المصرية، تدخّل أولاد الحلال من أعضاء المجلس، وإنتهى الإشتباك فى لحظات، قبل أن يبدأ!
لم يكن خطأ العُكش أنه إلتقى بالسفير الإسرائيلى، فمع وجود علاقات دبلوماسية بين مصر وإسرائيل، لا يوجد خطأ فى ذلك، ولكن خطؤه كان، إعطائه لنفسه دورا سياسيا، دون الحصول على أى إذن أو موافقة أو أى صلاحيات للقيام بذلك!

أما كيمو.. فكان لازم يفهم ان خناقة زى دى، مكانها الوحيد كان لازم يكون حارة مزنوقة، زى اللى اتكلم عنها مرسى.. إنما ما يصحش أبدا تكون داخل مجلس النواب والدنيا كلها تصوّر وتتفرج!
يا حاج عبد العال.. يا كبير المجلس.. الخناقة دى إختبار صعب ليك.. والكل مستنى يشوف إنت والمجلس ها تعملوا ايه؟
لو ما قطعتش عرق وسيّحت دم من الأول، مش ها تعرف تتلم أبدا على المجلس!
ولو عملت زى ما عمل واحد صاحبنا فى الشرقية، فذنبك على جنبك..
ولقد أعذر من أنذر!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق