لا توجد فى مصر ديموقراطية.. هذه
حقيقة واضحة لا يمكن إنكارها.. فمتى تصبح مصر دولة ديموقراطية؟
لقد تخلصنا من مبارك بصعوبة.. وتخلصنا
من مرسى بصعوبة أشد!
فهل فعلنا ذلك لنقع تحت رحمة السيسى؟
وإذا تولى السيسى الحكم وأخطأ.. هل
سنستطيع التخلص منه؟ كما تخلصنا من مبارك ومرسى؟
والكثير من مثل هذه الأسئلة، نسمعها
كثيرا هذه الأيام، وخصوصا من الشباب!
وسأحاول الإجابة:
الديموقراطية:
لن نجد دولتين من الدول التى يقال
عنها أن نظامها ديوقراطى، تطبقان الديموقراطية بطريقة واحدة!
فمثلا أمريكا، أكثر دول العالم إثارة
للضجيج، بخصوص عدم تطبيق الديموقراطية، فى الدول الأخرى؛
يوجد بها معتقل أو سجن إسمه
"جوانتانامو"؛ وتم إعتقال العديد من البشر داخله، دون أى محاكمات لسنين
عدة!
وقد إعترف الرئيس أوباما مؤخرا، بأن
ألأجهزة الأمنية بالولايات المتحدة، تتنصت على، وتقوم بتسجيل، مكالمات البشر
التليفونية جميعا، داخل أمريكا وخارجها!
إذن الديموقراطية هى "قميص
عثمان" الذى إدعى المدعون أنهم يريدون القصاص لإغتيال صاحبه، والحقيقة أنهم
كانوا يريدون الحكم والسلطة والإستبداد!
الديموقراطية ـ ككل كلمات السياسة ـ كلمة
فضفاضة لا قواعد ثابتة وموحدة لها، وعلى كل دولة أن تطبقها بالأسلوب المناسب لها!
السيسى:
أولا: هل كان يمكن نجاح ثورة 23 يول
أو ثورة 25 ينا أو ثورة 30 يون، بدون الجيش؟
ثانيا: لم يكن حكم عبد الناصر أو
السادات أو مبارك أو مرسى حكما عسكريا، ولكنه لم يكن ـ فى نفس الوقت ـ حكما
ديموقراطيا!
ثالثا: عندما بدأ التفكير فى التوريث
فى عهد مبارك، بدأت عملية تجريف هائلة لكل من يصلح لرئاسة مصر!
رابعا: كسرت ثورة 25 ينا حاجز الخوف
عند المصريين، وأوضح دليل على ذلك هو نجاح ثورة 30 يون!
خامسا: السيسى إنسان فى منتهى الذكاء،
وأنا متأكد أنه تعلم ممن سبقوه، وإستفاد من أخطائهم؛ ولن يكررها!
أخيرا عندى أمل كبير أن يضع السيسى
أسس الدولة التى نتمناها جميعا، والتى لا تضطرنا للإلتجاء ـ مرة أخرى ـ للجيش، أو
للإعتماد على إنسان واحد فقط!
إنها مهمة صعبة جدا، ولكنى أثق أنه
لها!