أمس
الثلاثاء 14 ينا (أول أيام الإستفتاء) غادرت منزلى، متوجها إلى لجنة الإستفتاء، فى
تمام الثامنة والنصف صباحا.
مررت، فى طريقى، بلجنة مدرسة القبة الثانوية، ولم أصدق عيناى، ماهذا الحشد الهائل من نساء حى حمامات القبة، المصطفات فى طابور خارج اللجنة؟
ولفت
نظرى إنتظام الطابور، والجدية المرتسمة على وجوههن، وعلمت أنهن بدأن الإصطفاف فى
الطابور قبل أن تبدأ اللجنة عملها بوقت كبير!
بعد
ذلك، رن جرس الموبايل، إنها "إبتسام" الشغالة! (إبتسام لا تقرأ ولا
تكتب)
ـ
أنا متأسفه يابيه، ممكن حضرتك تقوللى تانى النمربتاعتى فى الإنتخاب!
=
إنت مش قلتى إنك هاتروحى آخر النهار بعد ما تخلصى شغلك؟
ـ
أنا كلمت المدام اللى رايحالها النهارده، وقالت لى أهم حاجة تروحى تنتخبى الأول،
ويوميتك ماشية النهارده، حتى لو ماقدرتيش تيجى!
بعد
ذلك، رن جرس الموبايل، إنها "إبتسام" الشغالة، مرة أخرى!
=
عايزه إيه تانى؟
ـ
أنا إنتخبت يابيه!
=
مبروك!
ـ
ممكن تستحملنى، أنا عاوزه أقول حاجه لحضرتك، أنا النهارده حسيت إن رأيى بقى مهم
عند الحكومة! وما تتصورش حضرتك أنا فرحانه قد إيه!
=
طيب ياترى علّمتى على أى دائرة؟
ـ
شوف يابيه، أنا مش هاأكذب عليك، أنا دخلت الأودة لقيت حكومة حواليه من كل حته،
نسيت كل اللى إنت قولتهولى، وبصيت لقيت واحد من الحكومة لابس كاكى كان ذوق قوى
معايا، دوّر على إسمى، وإدانى ورقه وقاللى روحى هناك اكتبيها، لقيت واحدة ست جنبى
باين عليها متنورة، قلتلها أنا مش عارفة أعمل إيه، فسألتنى: إنت عاوزه الإخوان؟
قلتلها: لأ، قالتلى: عاوزه السيسى؟ قلتلها: آه، قالتلى تبقى تعلّمى زييى على
الدائرة الزرقاء!
........
ماذا
قال السيسى للنساء، قبل الإستفتاء؟
قال:
"أنا بكلم أختى وبنتى وأمى، وكل نساء مصر، أنا عاوزكم تروحوا كلكم الإستفتاء،
ونبتدى نبنى مصر سوا!"
وماذا
كان رد فعل نساء مصر، على هذا الكلام الرائع؟
خرجن
بالملايين منذ الصباح الباكر، بكثافة مرتفعة جدا، ليس فقط للإدلاء بأصواتهن فى
الإستفتاء، وإنما ليعلن إستعدادهن لبناء مصر من جديد!
بل
إن الشغالة التى لا تقرأ ولا تكتب، أعطت الأولوية للإستفتاء!
أما
سيدتها فلم تكن أقل منها، وقالت لها أن أهم حاجة أن تذهب أولا للإستفتاء، وستتسلم
أجرتها اليومية، حتى لو لم تحضر للعمل!
قد
تكون الطريقة التى أدلت بها الشغالة بصوتها، بعيدة تماما عن الديموقراطية الحقيقية؛
ولكن هل يرجى أفضل من ذلك، من إنسانة لا تقرأ ولاتكتب!
بل
لنكن أكثر صراحة، ونسأل أنفسنا: كم ممن يجيدون القراءة والكتابة، قرأ مسودة
الدستور قبل الإستفتاء؟
ياسيدات
وياسادة، أمامنا عمل كبير ينتظرنا، وعلينا جميعا أن نتعاون مع السيسي من أجل إعادة
بناء مصر!
ولكنى
أبشر الجميع أن "النساء قادمات"!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق