الثلاثاء، 22 أبريل 2014

المرأة: هَم السلفيين الأول والأخير!

حينما ظهر الاسلام فى شبه الجزيرة العربية قبل 14 قرنا، كان رجال الجاهلية مشغولين بمهمة غريبة وبشعة وشاذة جدا، ألا وهى دفن بناتهن الصغيرات أحياء!
ولعل قصة دفن سيدنا عمر بن الخطاب لإبنته، هى من أشد القصص إيلاما، فحينما تلوثت لحيته بالتراب وهو يدفنها، مدت الابنة البارة يدها لتمسح التراب عن لحيته، ولم يرق لها قلبه بالرغم من ذلك، وأكمل دفنها!
وكانت حجة الجاهليون فى ذلك هى تلافى العار الذى يمكن أن تتسبب فيه البنت حينما تكبر!
وتوقف الجاهليون عن ذلك ـ غالبا وهم مكرهون ـ بعد ظهور الإسلام!
إلا أن الدلائل والشواهد تثبت أن هذا التوقف لم يكن عن اقتناع، وانما تنفيذا لقواعد الدين الجديد الذى اعتنقه أغلبهم مكرهين!
والمشكلة العسيرة الحل التى وضعها أمامهم الاسلام هى أن فرض عليهم فرضا غير مقبول، لم يعرفوه من قبل، وهو أن المرأة والرجل متساويان!
لأن المرأة فى مجتمعهم كانت مجرد أداة يستخدمها الرجل لتفريغ الطاقة الجنسية، ولإنجاب الأبناء، وللخدمة فى البيت؛ وهى تعتبر فى نفس الوقت، مصدر خطر شديد، لأنها من الممكن أن تجلب العار للرجل؛ فكيف لهذا الدين الجديد أن يقرر أنها متساوية معه؟ وأن يطلب منه أن يتعامل معها بندية؟
وجاء الحل ـ بعد سنين طويلة ـ على يد " محمد بن عبد الوهاب" المولود سنة 1115 هجرية الموافقة 1703 ميلادية، صاحب الدعوة "الوهابية" التى تسمى أيضا "السلفية".
الاسلام نهى مشددا عن دفن البنات الصغيرات، ونحن لا نستطيع أن نخالف الاسلام، ولكن هناك حل رائع: لم لا ندفنهن وهن كبيرات؟!
على أن نتصرف بذكاء وحكمة، فنراعى أن يكون الدفن بطريقة لا تخالف القانون، وأن نستعين بآيات قرآنية نفسرها تفسيرا مخادعا، وأحاديث نبوية غير صحيحة أو ملفقة؛ لكى نوفر غطاء دينيا لكل ما نريده! 
فخروج المرأة من بيتها مفسدة، واذا خرجت فللضرورة القصوى، على أن تكون بصحبة محرم، وأن تكون مرتدية نقابا فضفاضا أسود اللون!
وتعلم المرأة ليس مهما، ويكتفى بتعليمها القراءة والكتابة، والأفضل أن يتم ذلك داخل بيتها، إذا كان بالبيت رجلا من محارمها يمكنه ذلك!
وليس للمرأة حق العمل، بل ليس لها حق التواجد فى أماكن العمل!
وليس للمرأة حق الترشح لأى وظيفة أو منصب، وليس لها حق الإنتخاب!
ولا يجب تحديد سن لزواج البنات، وكلما كانت أصغر سنا، كلما كان ذلك أفضل!
وعلى المرأة أن تطيع زوجها فى كل أمر يصدره لها، مهما كانت متعبة أو مريضة!
وللزوج الحق فى الزواج بأربع نساء دون الحاجة الى إخطار باقى الزوجات!
فهل تعتبر المرأة كائنا حيا (أنا أقول كائن ولا أقول إنسان)، بعد أن حوّل الجاهليون الوهابيون الدين الاسلامى، الى مجموعة من الموانع والنواهى خاصة فقط بالمرأة؟!
وهم يحرصون أيضا فى كل زمان ومكان على تكرار، أن صوت المرأة عورة، وشعرها عورة، وجسمها عورة؛ ولما كان "الضى فى الودان أمرّ من السحر" فإن هدفهم من ذلك أن تقتنع المرأة نفسها فى النهاية، بأن كل شىء فيها عورة!
كما يحرصون على تكرار، مقولات مثل: "النساء حطب جهنم" و/أو "ناقصات عقل ودين" و/أو .. حتى يلتبس الأمر ويظن السامعون أن هذه المقولات وردت فى القرآن الكريم!
ونظرا لأن مصر تعانى من مشاكل عديدة مثل سوء الادارة وانعدام التخطيط والفساد والبلطجة والأمية وسوء مناهج التعليم والاسكان والصحة والبطالة والمرور والزبالة و.. و..
فإننى اتوجه بسؤال الى الجاهليين الوهابيين: ألا تستحق مشكلة واحدة من هذه المشاكل، قدرا قليلا من اجتهاداتكم واهتماماتكم الدينية، أم أن المرأة هى هَمكم الأول والأخير؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق