تفتيت الوطن العربى، وتقسيمه إلى دويلات صغيرة متنافرة متناحرة، هو مشروع
أعلن عنه الأمريكان منذ زمن بعيد، وأطلقوا عليه "الشرق الأوسط الكبير"!
وهو مشروع يحقق للأمريكان ولإسرائيل أهدافا كثيرة!
وأهم هذه الأهداف، أن يكون جيش الدفاع الإسرائيلى، هو أقوى جيوش المنطقة،
وأن تكون إسرائيل هى الدولة الوحيدة المتماسكة فى المنطقة!
وسعيا وراء تحقيق ذلك، ابتكر الأمريكان إصطلاحا غريبا، هو "الفوضى
الخلّاقة"!
وإستقبل الأمريكان ثورات "الربيع العربى" بسعادة غامرة، فليس
أفضل من الثورات، لتحقيق الفوضى، التى يٌمكن بمجهود بسيط من مخابرات عدة دول
ومنظمات، تحويلها من فوضى "خلّاقة" الى فوضى "غير خلّاقة"!
وإنقض الإخوان المسلمون على ثورات الربيع العربى، إنقضاض الذئب الذى طال به
الجوع!
ووجد فيهم الأمريكان ضالتهم المنشودة، فهم لا يؤمنون بالأوطان، وليس أفضل
من الذين لا يؤمنون بالأوطان، لتفتيت الأوطان!
وبدأ التفتيت بأهم وأكبر دولة، مصر؛ فوافق الإخوان على التنازل لحماس عن
المنطقة الملاصقة لقطاع غزة، من سيناء، لكى ينتقل أبناء القطاع للعيش فيها،
ويتركوا القطاع لإسرائيل لكى تضمه إلى أراضيها!
وتنازل الإخوان أيضا عن مثلث حلايب وشلاتين للسودان!
ومن الطبيعى أن الإخوان لم يفعلوا ذلك حبا فى الأمريكان، وإنما فعلوه حبا
فى دولارات الأمريكان!
وربما تكشف الأيام القادمة وقائع قد تسىء الى الرئيس اوباما والإخوان إساءة
بالغة!
ولو كان الإخوان استمروا فى حكم مصر أكثر من ذلك، فربما كانوا تنازلوا عن
أرض مصر كلها!
لولا نزول "السيسى" الى الميدان!
كان نزول السيسى مفاجأة سارة للمصريين الذين يحبون مصر، وللعرب الذين يحبون
مصر والمصريين!
وكان مفاجأة صادمة للأمريكان!
وكان مفاجأة صاعقة للإخوان!
لقد تخلص السيسى من الإخوان، وأفسد كل المخططات التى بدأ تنفيذها فى مصر!
ومايحدث الآن فى غزة، وفى شمال سيناء، وفى الفرافرة، مٌخطط مضاد، هدفه
الأساسى هو تأديب مصر ومعاقبتها، لخروجها من بيت الطاعة، ومحاولة إعادتها إليه
بالقوة!
وأحمد الله أن الغضب قد أعماهم، فغفلوا عن حقيقة مصر منذ فجر التاريخ،
وغفلوا أيضا، عن أن رئيسها الحالى إسمه "السيسى"!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق