فى كل سنة.. فى مثل هذا الوقت.. يبدأ المصريون جميعا
فقراء وأغنياء.. الإستعداد للإحتفال بأجمل وأحبّ أعيادهم.. شم النسيم..
ويُصرّ الجاهليون الوهابيون بغبائهم
وجهلهم أن يجعلوه استفتاء واقعى عملى على رفض المصريين لهم!
فيبدأون فى
تكرار إسطوانتهم المشروخة المُملة: الأعياد بدعة.. وكل بدعة
جهالة.. وكل جهالة ضلالة.. وكل ضلالة فى النار!
بل إنهم يتوعدون ويهددون من يحتفل بالعيد بأن مصيره جهنم وبئس المصير!
ولست أدرى سبب تلك الحمى المُروّعة التى تصيبهم اذا ذُكرت الأعياد.. أو دعى
الداعى للإحتفال بأى عيد.. وخصوصا شم النسيم.. الذى إحتاروا فى أصلة فمرة يقولون أنه
فرعونى.. ومرة ثانية أنه يهودى.. ومرة ثالثة أنه مسيحى.. وسواء كان هذا أو ذاك.. لا
يجب الإحتفال به بتاتا!
ولا يُعير
المصريون ـ مسلمين و مسيحيين ـ كل ذلك أى إلتفات.. فيغادر أغلبهم بيوتهم فى ذلك اليوم.. ويخرجون الى الحدائق والنوادى
والأماكن المفتوحة .. ويتناولون المأكولات الخاصة بذلك اليوم.. مثل الأسماك
المملحة (الفسيخ.. السردين.. الملوحة.. الرنجة).. والبيض المُلوّن والبصل الأخضر
والخس والملانة.. تماما كما كان يفعل آباءهم وأجدادهم منذ آلاف السنين!
أما الجاهليون الوهابيون فبدل ما "يتكسفوا
على دمهم".. من فشلهم الذريع فى ذلك الإستفتاء الواقعى العملى الذى يحدث كل
سنة.. فى شم النسيم.. والذى يرفضهم المصريون فيه رفضا تاما.. فإنهم لا بيتكسفوا..
ولا بيبطّلوا!