السبت، 30 أبريل 2016

لا بيتكسفوا.. ولا بيبطّلوا!



فى كل سنة.. فى مثل هذا الوقت.. يبدأ المصريون جميعا فقراء وأغنياء.. الإستعداد للإحتفال بأجمل وأحبّ أعيادهم.. شم النسيم..
ويُصرّ الجاهليون الوهابيون بغبائهم وجهلهم أن يجعلوه استفتاء واقعى عملى على رفض المصريين لهم!
فيبدأون فى تكرار إسطوانتهم المشروخة المُملة: الأعياد بدعة.. وكل بدعة جهالة.. وكل جهالة ضلالة.. وكل ضلالة فى النار!
بل إنهم يتوعدون ويهددون من يحتفل بالعيد بأن مصيره جهنم وبئس المصير!
ولست أدرى سبب تلك الحمى المُروّعة التى تصيبهم اذا ذُكرت الأعياد.. أو دعى الداعى للإحتفال بأى عيد.. وخصوصا شم النسيم.. الذى إحتاروا فى أصلة فمرة يقولون أنه فرعونى.. ومرة ثانية أنه يهودى.. ومرة ثالثة أنه مسيحى.. وسواء كان هذا أو ذاك.. لا يجب الإحتفال به بتاتا!
ولا يُعير المصريون ـ مسلمين و مسيحيين ـ كل ذلك أى إلتفات.. فيغادر أغلبهم بيوتهم فى ذلك اليوم.. ويخرجون الى الحدائق والنوادى والأماكن المفتوحة .. ويتناولون المأكولات الخاصة بذلك اليوم.. مثل الأسماك المملحة (الفسيخ.. السردين.. الملوحة.. الرنجة).. والبيض المُلوّن والبصل الأخضر والخس والملانة.. تماما كما كان يفعل آباءهم وأجدادهم منذ آلاف السنين!
أما الجاهليون الوهابيون فبدل ما "يتكسفوا على دمهم".. من فشلهم الذريع فى ذلك الإستفتاء الواقعى العملى الذى يحدث كل سنة.. فى شم النسيم.. والذى يرفضهم المصريون فيه رفضا تاما.. فإنهم لا بيتكسفوا.. ولا بيبطّلوا!

ماذا بشأن بشر حُبسوا ظُلما بقانون غير دستورى؟



سيادة الرئيس السيسى..

سامحنى يا سيدى فأنا أعلم بمدى المهام الجسام الملقاة على عاتقك..

لقد سبق لى أن أعلنت أننى كنت من أشد مُؤيديك..
وأننى أصبحت من مُؤيديك بتحفظ.. بعد حبس سجناء الرأى.. بسبب قانون إزدراء الأديان..
وسبق أن طلب المثقفون منك إصدار عفو رئاسي عن سجناء الرأى..
فقلت لهم: الأفضل أن يُصدر مجلس النواب قانونا بإلغاء عقوبة الحبس..

ويوم 29 ابريل 2016 طلب منك محمد سلماوى.. رئيس اتحاد كتاب مصر.. بصفتك رئيس الجمهورية.. أن ترسل الى مجلس النواب.. مشروع قانون بإلغاء عقوبة الحبس من قانون إزدراء الأديان.. لكونها مخالفة لمادتين وليس مادة واحدة من الدستور.. وأنك تملك هذا الحق دستوريا!

السيد الرئيس..
الحرية ليست منحة.. إنها حق.. لهذا فإن إسلام بحيرى وجميع سجناء قانون الإزدراء سىء السمعة.. يجب أن يكونوا ـ بناء على الدستور ـ أحرارا.. وليسوا داخل السجن!
وأنا متأكد يا سيدى أنك تعلم أن سيدنا عمر بن الخطاب قال يوما: "لو عثرت دابة فى العراق.. لسألنى الله تعالى عنها: لماذا لم تمهد لها الطريق يا عمر؟"
فماذا يا سيدى.. بشأن بشر حُبسوا ظُلما بقانون غير دستورى؟

الأحد، 24 أبريل 2016

موقعة تيران وصنافير ـ بعد أن بدأ الغبار يهدأ!


هدأ الغبار قليلا فى موقعة الجزيرتين..
والحقيقة أنها كانت فرصة ذهبية سنحت لكل محبى المعارضة والتأييد.. وكل محبى المناقرة والجدال.. بل وهواة المناكفة.. وحتى الذين يطبقون مبدأ "تلقيح الجتت"!
وبالرغم أن أغلب من إشترك فى الموقعة لم يسبق لهم إطلاقا معرفة مكان الجزيرتين، أو حتى سماع إسميهما من قبل، إلا أن ذلك لم يمنعهم جميعا.. من الإشتراك بهمّة عالية يُحسدوا عليها.. فى مناقشة الأمر، والإنضمام الى جانب المُعارضين أو المُؤيدين.. وتبادل الشتائم والإتهامات بالخيانة.. أوالتأييد وإعلانات الوطنية..
وكنت أتمنى أن يعلموا جميعا.. أو على وجه الدقة أن يدركوا.. أن الأمر بات محسوما.. بمجرد الإعلان عنه.. وكان عليهم بالتالى أن يدّخروا مجهوداتهم لما هو أجدى!
ولقد سبق لى أن كتبت عدة مُدوّنات عن الخطاب التاريخى الذى ألقاه الرئيس السيسى يوم الأربعاء 24 فبراير 2016.. ونشرت المُدوّنة الأخيرة فى أول ابريل 2016 .. وختمتها بهذه العبارة:
"وأعتقد أن السيسى بعد هذا الخطاب، لن يكون هو السيسى، الذى كان قبله!"
وليتنا لا ننس الحكمة التى كررها العظيم نجيب محفوظ كثيرا فى رائعته " أولاد حارتنا":
"ولكن آفة حارتنا النسيان"!