الخميس، 14 أبريل 2016

موقعة تيران وصنافير!


بمجرد الإعلان عن جسر سلمان.. إنقسم المصريون ـ كشأنهم دائما ـ الى ثلاث فرق..
قالت الأولى أن مصر تمتلك جزيرتى تيران وصنافير.. ولا يحق لأحد التنازل عنهما.. أو كما قال البعض "بيعهما" للسعودية!
وقالت الثانية أن السعودية تمتلك الجزيرتين.. وأن مصر كانت تديرهما بناء على طلب من السعودية.. وأن على مصر أن تعيدهما للسعودية فورا..
وبدأ القتال على الفور بين الفريقين.. وأحمد الله أنه ما زال مُقتصرا ـ حتى الآن ـ على عرض الوثائق التى تُؤيد وجهة نظر كلا منهما.. وعلى تبادل الشتائم.. والإتهامات بالخيانة.. والإدعاءات بالوطنية.. ولم يصل الأمر بعد الى مرحلة العنف!
أما الفرقة الثالثة وهى الأكبر عددا دائما.. فتجلس على الكنبة تراقب القتال أحيانا.. وتغفوا فى فى أحيان أخرى.. ويغلب عليها ـ فى كل الأحيان ـ اللا مبالاة الشديدة!

وأشعر أن نسبة كبيرة من كلا الفريقين المتقاتلين.. يمارسا القتال طبقا للقاعدة المصرية العتيدة: "الإعتراض لمجرد الإعتراض".. قبل حتى التفكير فى أسباب الإعتراض!
وقد يلجأ أصحاب هذا المبدأ بعد الإعتراض.. الى البحث عن مُبرر للإعتراض.. فإن لم يجدوا، فلا مانع من الإختراع.. ولا يهمهم عادة اذا كان المُبرر الذى يخترعوه موضوعيا أو غير موضوعى!

كانت آخر مرة سمعت فيها اسمى تيران وصنافير سنة 1974 أثناء توقيع إتفاقية السلام.. ولم أسمع الإسمين من يومها حتى هذه الأيام.. يعنى منذ أكثر من 40 عاما!
فهل كان الفريقان المعترضان ـ وقت أن إبتدأ القتال ـ يعلما أى شىء عن الجزيرتين.. وأين تقعا؟
وهل فكّر الفريقان المعترضان.. بعد أن علما بكل المعلومات التفصيلية عن الجزيرتين.. أن عليهما أن يعلما بعض التفاصيل عن الجسر؟

للأسف الشديد لم يحاول واحد ذلك.. لأن كل واحد من الفريقين.. لم يكن يهمه المميزات والعيوب التى ستعود على مصر من إقامة الجسر.. وكل ما كان يهمه: مهاجمة الفريق الآخر وتحقيق الانتصار فى موقعة تيران وصنافير!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق