مازلت أتحدث عن خطاب الرئيس السيسى
الذى ألقاه يوم الأربعاء 24 فبراير 2016..
حينما سُئل الرئيس مبارك عن رأيه فى السيسى وصفه بكلمة واحدة:
"عُقر"
وكلمة "عُقر" هى كلمة عامية مصرية، وهى صفة للرجل الداهية
المُحنك الذى لا يسهل خداعه، والذى يعرف جيدا ما يريد، ويجيد الوصول اليه!
وعندما قال السيسى فى خطابه التاريخى
الهام عبارات مثل:
"ما تسمعوش حد غيرى.. إسمعوا
اللى أنا بقوله بس!"
و "اللى هايقرّب.. هاأشيله من
على وش الأرض!"
فليس من السهل تحديد الى من كان يوجههما
السيسى؟ وماذا كان يقصد بهما؟
لقد قرر الكثيرون أن العبارة الأولى
موجهة للمصريين، فهل فكروا أنها قد تكون موجهة أيضا الى رؤساء وزعماء دول أخرى، بل
والى أبناء دولهم أيضا؟
وطبعا نفس الأمر ينطبق على العبارة
الثانية!
كما قرر الكثيرون أن السيسى كان فى
حالة غضب شديد!
واليكم القصة التالية..
فى أيّامى الأولى بالقوات المسلحة، أخطأ
أحد الجنود، وحينما بدأت فى توبيخة بشدّة، فوجئت بالقائد، الذى كان يتابعنا من
شباك مكتبه، يستدعينى وقال لى: "ها أقولك نصيحة ماتنسهاش طول عمرك.. ضابط
الجيش يتنرفز بوشّه (وجهه) ولسانه (كلامه).. إنما لو ها تتنرفز بطريقتك دى.. مش ها
تكمّل 40 سنه!"
وأخيرا.. بالرغم أن أسرتنا اُضيرت مصالحها
ضررا شديدا، نتيجة للقرارات الإشتراكية
التى إتخذها جمال عبد الناصر فى أوائل ستينيات القرن الماضى، فقد كان والدى رحمه
الله، يُحب جمال عبد الناصر حبّا شديدا، لأنه نجح فى إجلاء الإنجليز من مصر!
ويوما ما بعد هزيمة 1967 سألته: أما
زلت تحب عبد الناصر؟
فقال لى: ليس الحب وحده هو الذى
يربطنى بجمال عبد الناصر.. إنها الكلمة الحكيمة التى قالها جمال الدين الأفغانى: لا
يصلح للشرقيين حاكما إلا "المُستبد العادل"!
أما أنا فقد قلت كل ما عندى تعليقا
على خطاب السيسى التاريخى الهام يوم الأربعاء 24 فبراير 2016..
وأعتقد أن السيسى بعد هذا الخطاب، لن
يكون هو السيسى، الذى كان قبله!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق