قامت قناة
المحور بتقديم برنامج دينى، تضمن حديثا نبويا، مذكور بكتاب البخارى،
فيه شرح تفصيلى للممارسات الجنسية لسيدنا محمد (صلعم)، وموضح بالحديث كيف أن قوته الجنسية
فى الجماع، كانت تساوى قوة 4000 اربعه الاف رجل!
والحقيقة
أننى كمسلم شعرت بالغضب والخجل الشديدين، من ذلك؛ وأعتقد أن مسلمات ومسلمين كثيرين
غيرى شعروا بنفس شعورى، فقد تربينا كلنا على أنه لا يصح ولا يليق إطلاقا، الحديث
عن العلاقات الجنسية، خصوصا اذا كانت بين الأزواج؛ فما بالك بنبى الإسلام؟ الذى
وصفه الله فى سورة القلم الآية 4: " وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ"
ولا أصدق
أبدا أن نبينا الذى وصفه الله فى كتابه بهذا الوصف
الرائع، والذى كان يتميز أيضا بالحياء؛ كان يحكى لصحابته، ما يحدث بينه وبين
زوجاته!
كما إننى لا
أصدق أبدا أن صحابة نبينا كانوا يتعقبونه، لكى يتابعوا ويراقبوا علاقاته الزوجية!
وما بالك، إذا
كان ما ذُكر بالحديث، عبارة عن معلومات غير قابلة للتصديق أوالإقتناع، وفيها
مبالغة شديدة لا يمكن لعاقل أن يصدقها ؟
لقد سبق أن هاجم إسلام البحيرى كُتب التراث، وخصّ
بالهجوم هذا الكتاب (البخارى) الذى ذُكر فيه هذا الحديث، وأحاديث أخرى مثله، وقال إسلام
أن مثل هذه الأحاديث لا يمكن أن تكون صحيحة، وذكر أسباب ذلك.
وكان رد فعل الأزهر تجاه إسلام قويا، وتم رفع دعاوى
قضائية ضده، وايقاف برنامجه التليفزيونى، بل وإهدار دمه؛ وكان السبب المُعلن: أنه "تجرأ
على ثوابت الأمة" و"حاول تهديد السلام الإجتماعى!
والغريب أنه ـ
حتى هذه اللحظة ـ إقتصر الإعتراض على الهجوم الشخصى على إسلام، دون أن يحاول واحد
من المعترضين، الرد منطقيا على ماقاله، أو مناقشة حقيقة ما قاله، وما اذا كان ما
جاء بكتب التراث مناسبا أو متوافقا مع القرآن الكريم، والسُنة المُؤكدة، من عدمه!
وتكاد الواقعتان أن تكونا عكس بعضهما ومختلفتان تمام
الإختلاف، فإسلام يهاجم كتب التراث والمعلومات المغلوطة وغير اللائقة المذكورة بها؛
أما برنامج قناة المحور فيستخدم هذه المعلومات على أنها حقيقية، وهو بذلك يُوجه
إهانة قاسية إلى نبينا (صلعم) وبالتالى الى الإسلام والمسلمين!
وكنت أتوقع ومعى مسلمات ومسلمين كثيرين أن يبادر الأزهر
الشريف بإقامة دعوى بمجلس الدولة لوقف هذا البرنامج الذى قام بتقديم معلومات مفصّلة
عن الممارسات الجنسية لسيدنا محمد (صلعم)، أو ـ على الأقل ـ يوجه إنذارا الى
القناة، طالبا "تعديل مضمون
البرنامج"، كما حدث مع إسلام!
ولكن شيئا من هذا
لم يحدث، مما يجعلنى أسأل سؤالا منطقيا:
لمن الغضب؟ لكتب التراث، التى إعترف كثيرون من رجال الأزهر، أنها مليئة
بالمعلومات المغلوطة؟ أم لنبى الإسلام (صلعم)؟