الثلاثاء، 28 أبريل 2015

لمن الغضب؟



قامت قناة المحور بتقديم برنامج دينى، تضمن حديثا نبويا، مذكور بكتاب البخارى، فيه شرح تفصيلى للممارسات الجنسية لسيدنا محمد (صلعم)، وموضح بالحديث كيف أن قوته الجنسية فى الجماع، كانت تساوى قوة 4000 اربعه الاف رجل!
والحقيقة أننى كمسلم شعرت بالغضب والخجل الشديدين، من ذلك؛ وأعتقد أن مسلمات ومسلمين كثيرين غيرى شعروا بنفس شعورى، فقد تربينا كلنا على أنه لا يصح ولا يليق إطلاقا، الحديث عن العلاقات الجنسية، خصوصا اذا كانت بين الأزواج؛ فما بالك بنبى الإسلام؟ الذى وصفه الله فى سورة القلم الآية 4: " وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ"
ولا أصدق أبدا أن نبينا الذى وصفه الله فى كتابه بهذا الوصف الرائع، والذى كان يتميز أيضا بالحياء؛ كان يحكى لصحابته، ما يحدث بينه وبين زوجاته!
كما إننى لا أصدق أبدا أن صحابة نبينا كانوا يتعقبونه، لكى يتابعوا ويراقبوا علاقاته الزوجية!
وما بالك، إذا كان ما ذُكر بالحديث، عبارة عن معلومات غير قابلة للتصديق أوالإقتناع، وفيها مبالغة شديدة لا يمكن لعاقل أن يصدقها ؟

لقد سبق أن هاجم إسلام البحيرى كُتب التراث، وخصّ بالهجوم هذا الكتاب (البخارى) الذى ذُكر فيه هذا الحديث، وأحاديث أخرى مثله، وقال إسلام أن مثل هذه الأحاديث لا يمكن أن تكون صحيحة، وذكر أسباب ذلك.
وكان رد فعل الأزهر تجاه إسلام قويا، وتم رفع دعاوى قضائية ضده، وايقاف برنامجه التليفزيونى، بل وإهدار دمه؛ وكان السبب المُعلن: أنه "تجرأ على ثوابت الأمة" و"حاول تهديد السلام الإجتماعى!
والغريب أنه ـ حتى هذه اللحظة ـ إقتصر الإعتراض على الهجوم الشخصى على إسلام، دون أن يحاول واحد من المعترضين، الرد منطقيا على ماقاله، أو مناقشة حقيقة ما قاله، وما اذا كان ما جاء بكتب التراث مناسبا أو متوافقا مع القرآن الكريم، والسُنة المُؤكدة، من عدمه!
وتكاد الواقعتان أن تكونا عكس بعضهما ومختلفتان تمام الإختلاف، فإسلام يهاجم كتب التراث والمعلومات المغلوطة وغير اللائقة المذكورة بها؛ أما برنامج قناة المحور فيستخدم هذه المعلومات على أنها حقيقية، وهو بذلك يُوجه إهانة قاسية إلى نبينا (صلعم) وبالتالى الى الإسلام والمسلمين!
وكنت أتوقع ومعى مسلمات ومسلمين كثيرين أن يبادر الأزهر الشريف بإقامة دعوى بمجلس الدولة لوقف هذا البرنامج الذى قام بتقديم معلومات مفصّلة عن الممارسات الجنسية لسيدنا محمد (صلعم)، أو ـ على الأقل ـ يوجه إنذارا الى القناة، طالبا "تعديل مضمون البرنامج"، كما حدث مع إسلام!
ولكن شيئا من هذا لم يحدث، مما يجعلنى أسأل سؤالا منطقيا:
لمن الغضب؟ لكتب التراث، التى إعترف كثيرون من رجال الأزهر، أنها مليئة بالمعلومات المغلوطة؟ أم لنبى الإسلام (صلعم)؟
 

السبت، 25 أبريل 2015

خطاب مفتوح الى الدكتورة فايزة خاطر رئيسة قسم العقيدة بجامعة الازهر


سيدتى الفاضلة
ما زلت حتى الآن، غير مصدّق أنك أفتيت، منذ بضعة أيام، بإهدار دم اسلام البحيري، وإدعيت أنه "جنرال اسرائيلى" تم تجنيده ليسىء للإسلام!
وربما يدهشك أن تعلمى أن سببى فى عدم التصديق، هو سبب عاطفى بالدرجة الأولى!
فلو ضغطت "About" ثم ضغطت "Details About You" فسوف تجدين ضمن العبارات التى كتبتها ـ أصف بها نفسى ـ عبارة تقول: "منحاز بصفة خاصة للمرأة"
لذلك كان صعبا على أن أصدّق أن إمرأة مصرية، مثل أمى وأختى وزوجتى وبناتى، بل ونساء مصريات كثيرات، لم أر منهن طوال حياتى، التى تزيد عن سبعين عاما، إلا كل خير وحب ومودّة؛ أقول كان من الصعب على أن أصدّق أن واحدة منهن ومثلهن، تدعو الى مثل هذه الدعوة الدموية الخطيرة، وتوجّه مثل هذا الإتهام الهزلى بدون أى دليل!
والمفروض ياسيدتى الفاضلة، أن تنفذى بنفسك إهدار الدم، سعيا وراء المزيد من الثواب، فهل أنت مستعدة لذلك؟
ثم أن إدعائك أن إسلام "جنرال اسرائيلى" معناه أن المخابرات المصرية وكل الأجهزة الأمنية فى حالة من الغيبوبة الكاملة، فهل أنت توجهين لهم أيضا مثل هذا الإتهام!
سيدتى الفاضلة.. أتمنى أن تعلنى أن كل ما ذكرتُه غير صحيح، لكى تستعيدى ثقتى وحبى وإنحيازى لك كإمرأة مصرية!
 

الجمعة، 24 أبريل 2015

كارثة الفكر والرأى!


مشكلة إسلام بحيرى وإسمحوا لى أن أسميها "الكارثة" هى ان الانسان فى مصر لا يستطيع ان يُعلن أى فكر أو رأى مخالف، دون أن يتعرض لأبشع أساليب العقاب والتنكيل من أصحاب الفكر والرأى الآخر، خصوصا اذا كان صوتهم عاليا، أو كان فكرهم ورأيهم مطبقا منذ زمن بعيد!
وأرجو أن تُلاحظوا ـ وهذا شىء مؤسف جدا ـ أن كل الإعتراضات التى قوبل بها إسلام، لم تكن على الأفكار والآراء التى طرحها، وإنما على شخصه هو، وكيف تجرأ وإعترض وطرح فكرا ورأيا مخالفا؟
ولم يناقش واحدا من المعترضين ـ حتى هذه اللحظة ـ حقيقة ما قاله، وما اذا كان ما جاء بكتب التراث مناسبا أو متوافقا مع القرآن الكريم، والسُنة المُؤكدة، من عدمه؛ بل تم رفع دعاوى قضائية ضده، وايقاف برنامجه التليفزيونى، وإهدار دمه؛ وكان السبب المُعلن: أنه "تجرأ على ثوابت الأمة" و"حاول تهديد السلام الإجتماعى"!
كل هذه الإتهامات الفضفاضة، بالرغم من إقرار بعض الأزهريين، بوجود أخطاء فى كتب التراث!
بل إن التنكيل والتشهير تمادى، حتى أن رئيسة قسم العقيدة بجامعة الازهر، التى أفتت بإهدار دمه، إدّعت أنه "جنرال اسرائيلى" تم تجنيده ليسىء للإسلام!
هذه هى "الكارثة" التى نعيشها، وهذه هى الرسالة الواضحة لصاحب كل فكر ورأى مخالف!
 

الخميس، 23 أبريل 2015

خطاب مفتوح الى الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر


الأستاذ الدكتور احمد الطيب
تحية طيبة
قد يعتبرها البعض جُرأة منى أن أتوجه إليك بالخطاب، ولكننى لا أرى ذلك، فأنا لا تربطنى بك أى صلة أو علاقة سوى الإسلام، وأرى من حقى كمُسلم أن أقول لك، ان إقامة دعوى بمجلس الدولة لوقف برنامج إسلام بحيرى، هى سابقة لم نعتدها منك من قبل، ولم نكن نتوقعها ممن يدعو دائما الى الحوار بالحسنى!
من المؤكد أن ضغوطا عديدة دفعتك الى إقامة هذه الدعوى، ولكن مهما كانت هذه الضغوط، لم أكن ـ وكثيرون غيرى ـ نتمنى أن ترتبط هذه الدعوى بإسمك وتاريخك!
ومن المؤكد أيضا أنك أول من يعلم أن كتب التراث تمتلىء بالكثير من التجاوزات، التى ليست من صحيح الدين، وتسىء بالتالى إساءة بليغة، للإسلام والمسلمين!
سيدى الفاضل.. يعترينى أمل كبير أن "احمد الطيب" قادر بمفرده على حل هذه المعضلة، بعيدا عن ساحة القضاء!
فهل يتحقق هذا الأمل؟

السبت، 18 أبريل 2015

حوار الأمس


بالرغم من تأكيد خيرى رمضان مقدم برنامج "ممكن" من قناة cbc، فى بداية حلقة الأمس 17 ابر 2015، أن الحلقة سوف تكون "حوارا" بين الدكتور أسامة الأزهرى والحبيب الجفرى وإسلام بحيرى، إلا أن الواقع إختلف عن ذلك تماما، وتحوّلت الحلقة الى هجوم ثلاثى من الآزهرى والجفرى وخيرى رمضان (مُقدّم البرنامج)، على إسلام بحيرى!
وأقول ـ بموضوعية وتجرد ـ أننى أرى أن ثلاثى الهجوم قد خرجوا فى النهاية خاسرين، وكان إسلام هو الفائز!
وإليكم تحليلا لموقف كل الأطراف:

الأزهرى:
دافع بإستماتة مقيتة عن الأزهر والتراث وكتب التراث، وقرر بإصرار شديد ـ رغم مراجعته مرات ـ أنه ليس من حق أى إنسان الحديث عن الدين الإسلامى، سوى رجال الأزهر، أو أن يكون الحديث عن طريق الأزهر!
قرر أن الأحاديث النبوية المذكورة فى كتب التراث صحيحة، بالرغم من وجود أخطاء بها؟!
قرر أن إسلام يهاجم الإسلام بدون منهج علمى، وأنه يردد نفس أفكار سيد قطب المؤيدة للإخوان!!!
قرر أن ما يقوله إسلام فى حلقة واحدة، يحتاج هو الى حلقات عديدة (!) للرد عليه ومناقشة كل الأمور بإستفاضة (!)
دأب على مقاطعة إسلام ومحاولة إثارته طول الحوار، بالطريقة الإخوانية التقليدية، برعاية وصمت تام من خيرى رمضان!

الجفرى
كانت الكاميرا والمشاهدين هم همُه الأول طول الوقت!
قرر أن إسلام داعشى!!!
قرر أنه يعترض على الاسلوب الذى يتحدث به إسلام فى برنامجه، وليس على ما يتضمنه حديثه!
قرر أنه لا يوجد حد للردة فى الإسلام، إلا أنه يتحتم تطبيقه لأسباب قومية (!) كما فعل سيدنا أبو بكر فى حروب الردة!
ختم حديثه والبرنامج بخطبة عصماء طويله شبيهة بخطب الجمعة التى تُلقى فى مساجد الريف المصرى، برعاية وصمت تام من خيرى رمضان!

خيرى رمضان
كان واضحا سوء النية المُبيّت منه طول الوقت، وأوضح دليل على ذلك لقطات الفيديو المختصرة المنتقاة، التى اُذيعت لإسلام، ومقاطعاته العديدة له، ومنعه من إستكمال حديثه بإدّعاء إدارة الحوار، الذى لم يكن يُطبقه على الآخرين!

إسلام
كان واثقا هادئا بعكس الآخرين!
قرر أن الدين ليس علما، وإنما هو علاقة روحية بين المخلوق والخالق، وليس لآخر التدخل فيها!
إعترض الأزهرى والجفرى على ذلك بشدة، فالإقرار بذلك معناه أنه لم يعد لهما أى دور!
قرر أن أغلب ماجاء بكتب التراث كان سببا مباشرا للمشاكل العويصة التى يعانى منها المسلمين وغير المسلمين!
حاول الإثنان فى نهاية الحلقة إقناع إسلام بضرورة التحاور معهما مرات أخرى، لأن حلقة واحدة غير كافية!
..........................
وأنا أرى أن هذه الحلقة كانت كافية، وأوضحت بجلاء أن هناك رأيين إثنين لا ثالث لهما، مختلفين تماما ولا مجال لأى إتفاق أو تقارب بينهما:
الرأى الأول: كتب التراث هى ثوابت الأمة الإسلامية، التى لا تقبل نقدا أو تعديلا؛ والأزهر الشريف ورجاله هم المرجع الوحيد للدين الإسلامى!
الرأى الثانى: ثوابت الأمة الإسلامية، هى القرآن الكريم أولا، ثم الأحاديث النبوية والسنة، التى تتفق مع القرآن الكريم، ومع العقل والمنطق، ومع مصلحة الناس؛ وغير ذلك مرفوض.. مرفوض.. مرفوض!