بالرغم أن الكثيرات والكثيرون يتحدثون ويكتبون ويُوضحون ليل نهار، عن الحقوق والمميزات التى أعطاها الدين الإسلامى للمرأة، فإن المرأة المصرية، بل وربما المرأة فى العالم كله، لا تحصل إلا على قدر ضئيل للغاية من تلك الحقوق والمميزات!
وكنت أظن أن السبب فى ذلك هم الرجال المسلمين بالطبع، إلا أننى تبينت أن
بعض الظن إثم، وأن هناك عدو لدود للمرأة المصرية، يشترك بفاعلية شديدة مع الرجال،
ويقف عقبة كؤود فى طريق حصول المرأة المصرية، على أى حقوق أو مميزات، بل على أى
تقدم على الإطلاق!
هذا العدو هو ـ للأسف الشديد جدا ـ المرأة المصرية نفسها!
فبعض النساء المصريات يؤمنّ إيمانا راسخا، فى قرارة أنفسهن، أن أى حقوق
ومميزات يجب أن تكون قاصرة على الرجل فقط، وأما المرأة فليس من حقها شىء، لأنها
أدنى منه درجة ومرتبة!
وتتظاهر أحيانا بعض أولاء النساء ـ ذرا للرماد فى العيون ـ بعكس ذلك، إلا
أن ما فى قرارة الأنفس يبقى راسخا لا يتغير!
وإليكم القصة الحقيقية التالية:
أثناء تواجدى فى بيت الحاج (فلان)، لأسباب ربما أشرحها فيما بعد، فوجئت
بصوت شاب يصيح من داخل البيت: حد يجيب لى أشرب!
وحينما تبادلت نظرات مندهشة متسائلة مع الحاج والحاجة، أوضحت لى الحاجة
وعلى شفتيها إبتسامة فخر: ده حماده إبنى! أصله بيتفرج على ماتش كورة!
ثم إذا بها تصيح بصوت عال متسائلة: ما سمعتيش أخوكى يا دعاء؟
وإندفعت دعاء داخلة نحونا وهى تقول غاضبة: يا ماما قلت لك عندى إمتحان بكرة
وعاوزة أذاكر!
فتساءلت الحاجة مستنكرة: وهى كوباية الميه اللى ها تجيبيها لأخوكى، هى اللى
ها تعطلّك عن المذاكرة؟
فسألتها دعاء بغيظ: وهو ما يجيبش لنفسه ميه ليه؟
فقالت الحاجة بغضب: والله عال.. عشنا وشفنا بنات آخر زمن، اللى مش عاوزه
تجيب لأخوها كوباية ميه، وبترد على أمها كمان.. روحى يا حلوه كمّلى الهباب اللى بتذاكريه،
وأنا ها أجيب لأخوكى كوباية الميه!
وقامت وهى تقول: من يوم ما دخلت الزفت الجامعة، ما بقاش حد عارف يكلمها..
هى مش فاهمة إن آخرتها الكنس والمسح والطبيخ؟
وعندما عادت الحاجة من مهمتها المقدسة، وكنت أشعر بالإستفزاز لما قالته، لم
أستطع أن أمنع نفسى من تكرار سؤال دعاء لها: وهو ما يجيبش لنفسه ميه ليه؟
وشهقت الحاجة وخبطت على صدرها وسألتنى بإستنكار: إنت عاوزها ما تسمعش كلام
أخوها؟ هو مش راجل موجود فى البيت ولازم يتسمع كلامه؟
وقال الحاج بشىء من الحرج وإن لم يخل من الفخر: الحاجة بتعتبر حماده راجل
البيت، من يوم ما إتولد!
وسألت: هو حماده فى سنة أيه؟
وهنا ظهر الكثير من الحرج على وجه الحاج وهو يقول: الحقيقة حماده ما كمّلش
تعليم!
ولحقته الحاجة: الحاج ها يفتح له مكتب ياخويا.. يعنى همه بتوع الشهادات بيعملوا
بيها ايه؟!
..................
قد يدّعى البعض أن مثل هذه القصة تحدث فقط فى بيوت قليلة، ولكن هل نُنكر أن
قصصا كثيرة مشابهة، تحدث فى أغلب البيوت، بدرجات متفاوتة؟
إن حماده أو "الرجل المصرى" يتلقّى ـ منذ البداية ـ تدريبا عمليا
على البلطجة وقهر "المرأة المصرية" سواء كانت أخته أو حتى أمه، ويكون
ذلك غالبا بدعم وتشجيع أساسى من الأم!
ولا يهم ولا ينتقص من قدر حماده أى شىء، حتى لو كان فاشلا لم يُكمل تعليمه،
أو كان لا يفعل شيئا سوى مشاهدة مباريات الكرة!
وفى المقابل لا تتلقى المسكينة دعاء "المرأة المصرية" ـ مهما
كانت ناجحة ـ سوى درسا واحدا: أن تكون مقهورة من البداية الى النهاية، دون أى
إعتراض، لمجرد كون القاهر رجلا، ويكون ذلك غالبا أيضا بدعم وتشجيع أساسى من الأم!
وليس أدل على ذلك من وجوب توقفها عن المذاكرة ليلة الإمتحان، لكى تُحضر
كوبا من الماء لأخيها الرجل، ولا يهم إن حصلت على درجات منخفضة أو حتى سقطت فى
الإمتحان، لأن مصيرها فى النهاية كما قالت الأم: الكنس والمسح والطبيخ!
ولا يفوتنى أن اذكر أن الأم المصرية هى أيضا الدافع الرئيسى وراء إجراء
جريمة "الختان" أو "البتر التناسلى للإناث"!
ولدى أخيرا ثلاثة أسئلة إلى كل أم مصرية، رزقها الله بالبنين والبنات:
ـ هل تفضلين ـ فى قرارة نفسك ـ البنين عن البنات؟
ـ هل تحسنين معاملة البنين عن البنات؟
ـ هل تعطين البنين حقوقا ومميزات أكثر مما تعطينه للبنات؟
أتمنى أن لاتكون الإجابات "نعم"
should be abolished This discrimination
ردحذف