يوم 24 يوليو عام 1920، كانت السيدة "عباسية
فرغلي" هى أول إمرأة مصرية تمكنت من الحصول على أول رخصة لقيادة السيارت!
وبعد هذا التاريخ، بحوالى مائة عام، ظهر فى
أرض المحروسة (مصر)، كائنات غريبة، تتهم حفيدات هذه الرائدة العظيمة، بأنهن
"ناقصات عقل ودين" وبأنهن "حطب جهنم"، وأنهن كلهن "على
بعضهن" من الألف الى الياء، عورة،
صوتهن وشعرهن وجسمهن، ومن الأفضل بالتالى أن لا يخرجن من بيوتهن إلا لضرورة، فاذا
خرجن يجب أن يكُنّ بصحبة محرم، وأن يكُنٍّ مرتديات الحجاب والأفضل النقاب!
واذا نظرت الى هؤلاء الكائنات الغريبة التى
تُوجّه هذه الاتهامات، وتطالب بهذه المطالب الخُرافية التخريفية، تجدهم يرتدون
أسمالا وهلاهيل، ويطلقون لحاهم بشكل مُفزع، وكأنها "طرد" من النحل البرى
المتوحش، مُعلّق أسفل ذقونهم، ويسمّون أنفسهم السلفيون، بينما يُصرّ الآخرون على
تسميتهم "الجاهليون الوهابيون"
ولما قيل لواحد منهم أن قبادة المرأة للسيارة،
أصبح أمرا واقعا، وأن عددا كبيرا جدا من النساء المصريات حاصلات على رُخص قيادة
سيارات، ويقدن سياراتهن بأنفسهن، أفتى بأن هذه بدعة.. وكل بدعة ضلالة.. وكل ضلالة
جهالة.. وكل جهالة فى النار!
وقال أنه لولا قوانين مصر الكافرة، ما كانت
امرأة مصرية تستطيع فعل ذلك!
ولما قيل له: وما قولك فى المصريات المنقبات الحاصلات على رُخص
قيادة، ويقدن سياراتهن بأنفسهن، بل ويتسببن دائما فى مشاكل وحوادث كثيرة، قال: هذه
نقرة وتلك نقرة أخرى!
لحى: جمع لحية
أسمال: ثيابٌ بالية وقديمة
هلاهيل: ثياب رديئة النسيج والصنع
طرد النحل: عدد كبير جدا من النحل يشرع فى
تكوين خلية جديدة، فيتعلق ببعضه فى شكل كوم أو قمع، ويتدلّى فى العادة من أحد فروع
شجرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق