الأربعاء، 10 سبتمبر 2014

كاندى كراش: حلال أم حرام؟


لم أتخيل أبدا، أن يكون هذا السؤال موضوع نقاش، ولكن إليكم ما حدث:
رحبت بإنضمام ثريا الوكيل، الى أهل الـ Facebook، فهى صديقة حميمة لرجاء زوجتى الحبيبة؛ وابتداء من اليوم التالى لإنضمامها، بدأت ترسل لى يوميا، دعوات للعب كاندى كراش!
والحقيقة أن لدى عقيدة راسخة، أن الألعاب الالكترونية، هى من أسوأ أنواع الأنشطة التى تمارس عن طريق الكومبيوتر؛ وأن من الخطأ الكبير أن يبدأ الإنسان تعامله مع الكمبيوتر بها، لأنه قد يظل ـ لفترة طويلة ـ يعتبر أن الكمبيوتر هو وسيلة للعب واللهو، واستهلاك الوقت! فكتبت الآتى على صفحتى:
"الى كل الأعزاء.. الذين يدعوننى يوميا للعب كاندى كراش.. انا ما بلعبش كاندى كراش.. ومش عاوز العب كاندى كراش.. وارجوكم واتوسل اليكم ماحدش يجيبلى سيرة كاندى كراش.. واخص ثريا الوكيل اللى بتبعتلى الدعوة دى مرة واحيانا مرتين فى اليوم! وأرى أن الوقت الذى يضيع فى اللعب، من الأفضل الإستفادة به فى القراءة و/أو الكتابة!"
وفوجئت بثريا الوكيل تكتب لى:
"يا حسام طالما أنا ماشية على دينى صح من قراءة القران وختامه داءما وذكراه داءما بالتسبيح وصلات الفجر حاضر يبقى ممكن العب ألكاند كراش عشان امسح مخى من إى أخبار وحشة فى البلد"
وأحمد الله أنها لم تطلب منى التوجه إلى أحد "دكاكين الفتاوى"، للحصول على فتوى شرعية تفيد أن لعب كاندى كراش حلال ومش حرام!
وكما ترون فقد حولت ثريا الوكيل أمرا عاديا جدا، الى مسألة دينية؛ كما تتحول، بقدرة قادر، دون أى داع، أغلب أمور حياتنا!
لقد نجح الجاهليون الوهابيون أن يزرعوا فى العقل الباطن للمسلمين البسطاء، أنهم أوصياء عليهم، وأن أى نشاط يمارسه المسلم، ما لم يكن دينيا، مثل الصلاة أو قراءة القرآن، هو حرام، وهناك شبهة بعدم شرعيته، مما يستلزم بالتالى طلب الفتوى من واحد من هؤلاء الأوصياء!
وأوضح دليل على ذلك، أن ثريا الوكيل أسرعت تدافع عن نفسها ـ بدون أى داع ـ وتؤكد أنها "ماشية على دينها صح" وأنها لا تلعب كاندى كراش إلا بعد الانتهاء من واجباتها الدينية، بالرغم من أن ما كتبته أنا، كان مجرد إبلاغ لها بأننى لا أريد اللعب، ولم يكن له أى صلة بالدين!
الدين، ياسيدات ويا سادة، هو أمر يخص صاحبه بمفرده تماما، ولا يحق لأى إنسان آخر أن يتدخل فيه، لأن الله سبحانه وتعالى، لن يحاسب أحدا بدلا من أحد!
ويجب أن لا يشعر المسلمون بأى خوف، وأن يدركوا أن الدين الإسلامى دين سهل وبسيط جدا، وإن الأصل فيه هو الإباحة، بمعنى أن كل شىىء مباح وحلال، ما لم يكن مخالفا للكبائر التى نهى الله عنها، ونهت عنها جميع الأديان، والقواعد الأخلاقية التى إتفق عليها البشر جميعا، والتى يعرفونها تماما منذ طفولتهم!
عزيزتى ثريا.. أنا أعرفك منذ زمن بعيد، وأعرف مدى إلتزامك بالدين والمبادىء والأخلاق، ولست محتاجة لتقديم أى تبرير للعب كاندى كراش، واذا كنت أنا لا أحب أن ألعبه، فهذا شأنى بمفردى، واذا كان الملايين يحبونه فهذا شأنهم وحدهم، ولا دخل للدين أو لى أو لغيرى فى ذلك!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق