السبت، 13 سبتمبر 2014

التحالف ضد داعش و/أو الدولة الإسلامية



تمتلك امريكا أكبر قاعدة صناعية فى العالم لصناعة الأسلحة والمعدات العسكرية، وتوقف مصانع هذه القاعدة عن العمل، معناه توقف اقتصاد أمريكا كلها، وتفشى أزمة بطالة هائلة، مما سوف يؤدى بالتالى الى توقف الشعب الامريكى عن الحياة الرغدة والرفاهية التى يعيشها!

ولكى لا يتوقف ذلك كله، يجب أن لا تتوقف الحروب والنزاعات بين الدول، التى يتم فيها ـ أولا بأول ـ تجريب واستخدام واستهلاك هذه الأسلحة والمعدات!
ويجب على الامريكان دائما خلق ميادين جديدة لشن الحروب، واختراع حجج وأسباب تكون فى الأغلب واهية وغير حقيقية، لكى تستخدم كمبرر لبدء هذه الحروب!
والامريكان على قدر كبير من البجاحة، ولا يهمهم ابدا، إن صدق العالم هذه الحجج والاسباب، أو لم يصدق!
ولا يهمهم الاعداد الكبيرة من القتلى والجرحى والمشوهين، خصوصا اذا كانوا من جنسيات أخرى؛ المهم والأهم، أن لا تتوقف هذه الحروب والنزاعات بأى حال من الأحوال، حتى لا تتوقف الحياة فى امريكا!

وقد وجد الامريكان أن القتلى والجرحى والمشوهين من جنودهم فى هذه الحروب يتسببون فى مشاكل كبيرة داخل المجتمع الامريكى، وان الأفضل لهم كثيرا الاعتماد على أبناء البلاد الأخرى، فإشعال الفتن والحروب بين الأجناس والأديان والطوائف المختلفة، فى مختلف البلاد، لن يتسبب فى أى إصابات للأمريكان، بالإضافة الى أنه يضمن استمرار هذه الحروب والنزاعات، ربما الى الأبد!

ونظرا لأن مدة رئاسة الرئيس اوباما الثانية قاربت على الإنتهاء، دون أى إستهلاك يذكر من صناعة الأسلحة والمعدات العسكرية الأمريكية، فقد إنشقت الأرض عن عفريت إسمه "داعش"، الذى غير اسمه بعد ذلك الى "الدولة الإسلامية"، وهو فى الحقيقة طوق النجاة الذى اٌلقى ليبعث الدماء فى الشرايين الامريكية، ويضمن لهذه الصناعة، الاستمرار لسنين كثيرة قادمة!

ولقد قام الأمريكان بإعداد مسرح العمليات فى العراق إعدادا جيدا، فتم أولا تسريح الجيش العراقى، الذى كان من أقوى الجيوش العربية، والذى كان وجوده سيحول دون تلك الفوضى التى إجتاحت العراق، ثم وضعوا أساسا لنظام سياسي خبيث، تسبب فى قيام فتن هائلة، بين كافة أبناء العراق!

وسعيا وراء مزيد من الحبكة والإتقان، ارتفع صوت اوباما عاليا، بعد صمت استمر لسنين طويلة، ليعلن انشاء تحالف لمواجهة "الإرهاب" على أرض سوريا والعراق! (كنت فين من زمان؟)

وسعيا وراء ضمان التمويل السخى لهذا التحالف، قام "داعش" و/أو "الدولة الإسلامية" بتهديد السعودية والخليج!

الأيام القادمة يا اعزائى لن تكون سهلة!

وأحب أن أنبه حزب النور وكل من إعترض على إشتراك مصر فى هذا التحالف، لن يكون اشتراك مصر بالأفراد أو المعدات!

وسؤال أخير: هل يختلف ما يقوم به "داعش" و/أو "الدولة الإسلامية"، ولو قليلا ،عن كل ما ينادى به السلفيون فى كتاباتهم وأحاديثهم؟
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق