أتحدث كثيرا عن الجاهلى الوهابى، فمن هو؟
هو رجل يدّعى كذبا أن همٌه الوحيد هو الإسلام، والحقيقة أن همّه
الوحيد هو المرأة، وهو يتعامل معها بعقلية الرجال الذين كانوا يعيشون فى الجزيرة
العربية، قبل ظهور الإسلام!
وكان من الممكن أن يٌحسب له إهتمامه بالمرأة، لولا أن إهتمامه وتعامله
معها ينحصر فى نصفها السفلى فقط!
فلم أقابل أو أسمع أن جاهليا وهابيا واحدا، إهتم أو ناقش الظلم والقهر
الشديدين الذين تتعرض لهما المرأة فى مجتمعنا، لأنه ببساطة شديدة لا يحترم المرأة،
ولا يٌحسن معاملتها بتاتا، وهو فى نفس الوقت، أحد أهم مصادر الظلم والقهر اللذين
تتعرض لهما!
والغريب جدا اننى لم أقابل أو أسمع أن جاهليا وهابيا واحدا، إهتم أو
ناقش مشكلة واحدة عامة خارجية أو داخلية خاصة بمصر، لأن لا شىء يهمه إلا النصف
السفلى من المرأة!
وسوف نجد أنه يحرص طول الوقت أن يكرر أن صوتها عورة، وشعرها
عورة، وجسمها عورة؛ يعنى بإختصار كلها عورة!
وهو يحرص أيضا على تكرار مقولات مثل: "النساء حطب
جهنم" و/أو "ناقصات عقل ودين" و/أو .. حتى يلتبس الأمر، ويظن
السامعون أن هذه المقولات وردت فى القرآن الكريم!
ولما كان "الضى فى الودان أمرّ من السحر" فإن هدفه من ذلك
أن تفقد المرأة ثقتها بنفسها، وأن تقتنع أن كل شىء فيها عورة، وأنها مخلوق ناقص وأن
مصيرها جهنم، ما لم تلتزم بما يقوله؛ وعندما تقتنع المرأة بذلك، يصبح من السهل عليه بعد ذلك، تطبيق
لائحة الممنوعات والمحظورات التى وضعها لها!
بداية يستنكر الجاهلى الوهابى بشدة تحديد سن لزواج البنات، بإدعاء أن
ذلك لم يرد بالقرآن، (هل يصل الأمر الى إعتبار أن القرآن هو مجرد قانون للأحوال
الشخصية؟)، بل إنه يقول صراحة أنه كلما كانت البنت أصغر سنا، كلما كان ذلك أفضل!
(أتألم كثيرا كلما تخيلت طفلة بريئة فى التاسعة أو العاشرة من عمرها يٌسلمها
أهلها المحتاجين ـ فى مقابل مالى طبعا ـ الى سادى شاذ، يغتصبها وينتهك براءتها
وطفولتها، بدعوى أن هذا هو صحيح الدين الإسلامى)
والى لائحة الممنوعات والمحظورات:
ـ ليس للمرأة حق التعلم أو الدراسة.. ويكتفى بتعليمها القراءة
والكتابة داخل بيتها.. إذا كان بالبيت رجلا من محارمها يستطيع ذلك!
ـ ليس للمرأة حق الخروج من بيتها، فخروج
المرأة من بيتها مفسدة، واذا خرجت فللضرورة القصوى، على أن تكون بصحبة محرم، وأن
تكون مرتدية نقابا فضفاضا أسود اللون!
ـ ليس للمرأة طبعا حق العمل.. وليس لها حق التواجد فى أماكن العمل
المتواجد بها الرجال!
ـ ليس للمرأة طبعا حق الترشح لأى وظيفة أو منصب.. وليس لها حق
الإنتخاب!
ـ لا حدود لحقوق الزوج على زوجته، وعلى المرأة الطاعة فى كل أمر يصدره
زوجها، مهما كانت متعبة أو مريضة!
ـ للزوج الحق فى الزواج بأربع نساء دون الحاجة الى تلك البدعة التى
تفرض عليه إخطار باقى الزوجات!
(أفتى أحد كبرائهم أن للزوج الحق، اذا حاول آخرون إغتصاب زوجته، أن
يفر بنفسه ويتركها لهم!)
(كما أفتى آخر بأنه اذا توفيت الزوجه، يظل لزوجها الحق فى معاشرتها جنسيا
حتى انقضاء ست (6) ساعات بعد الوفاه!) (هل سمع أحد بشىء أبشع من ذلك؟!)
فهل تعتبر المرأة ـ بعد كل هذه السادية
والشذوذ، وبعد كل هذه الممنوعات والمحظورات ـ كائنا حيا؟! (أنا
أقول كائن ولا أقول إنسان)
وهل عرفتم الآن من هو الجاهلى الوهابى؟