الجمعة، 31 أكتوبر 2014

من هو الجاهلى الوهابى؟


أتحدث كثيرا عن الجاهلى الوهابى، فمن هو؟
 
هو رجل يدّعى كذبا أن همٌه الوحيد هو الإسلام، والحقيقة أن همّه الوحيد هو المرأة، وهو يتعامل معها بعقلية الرجال الذين كانوا يعيشون فى الجزيرة العربية، قبل ظهور الإسلام!
وكان من الممكن أن يٌحسب له إهتمامه بالمرأة، لولا أن إهتمامه وتعامله معها ينحصر فى نصفها السفلى فقط!
فلم أقابل أو أسمع أن جاهليا وهابيا واحدا، إهتم أو ناقش الظلم والقهر الشديدين الذين تتعرض لهما المرأة فى مجتمعنا، لأنه ببساطة شديدة لا يحترم المرأة، ولا يٌحسن معاملتها بتاتا، وهو فى نفس الوقت، أحد أهم مصادر الظلم والقهر اللذين تتعرض لهما!
والغريب جدا اننى لم أقابل أو أسمع أن جاهليا وهابيا واحدا، إهتم أو ناقش مشكلة واحدة عامة خارجية أو داخلية خاصة بمصر، لأن لا شىء يهمه إلا النصف السفلى من المرأة!
وسوف نجد أنه يحرص طول الوقت أن يكرر أن صوتها عورة، وشعرها عورة، وجسمها عورة؛ يعنى بإختصار كلها عورة!
وهو يحرص أيضا على تكرار مقولات مثل: "النساء حطب جهنم" و/أو "ناقصات عقل ودين" و/أو .. حتى يلتبس الأمر، ويظن السامعون أن هذه المقولات وردت فى القرآن الكريم!
ولما كان "الضى فى الودان أمرّ من السحر" فإن هدفه من ذلك أن تفقد المرأة ثقتها بنفسها، وأن تقتنع أن كل شىء فيها عورة، وأنها مخلوق ناقص وأن مصيرها جهنم، ما لم تلتزم بما يقوله؛ وعندما تقتنع المرأة بذلك، يصبح من السهل عليه بعد ذلك، تطبيق لائحة الممنوعات والمحظورات التى وضعها لها!
بداية يستنكر الجاهلى الوهابى بشدة تحديد سن لزواج البنات، بإدعاء أن ذلك لم يرد بالقرآن، (هل يصل الأمر الى إعتبار أن القرآن هو مجرد قانون للأحوال الشخصية؟)، بل إنه يقول صراحة أنه كلما كانت البنت أصغر سنا، كلما كان ذلك أفضل!
(أتألم كثيرا كلما تخيلت طفلة بريئة فى التاسعة أو العاشرة من عمرها يٌسلمها أهلها المحتاجين ـ فى مقابل مالى طبعا ـ الى سادى شاذ، يغتصبها وينتهك براءتها وطفولتها، بدعوى أن هذا هو صحيح الدين الإسلامى)
والى لائحة الممنوعات والمحظورات:
ـ ليس للمرأة حق التعلم أو الدراسة.. ويكتفى بتعليمها القراءة والكتابة داخل بيتها.. إذا كان بالبيت رجلا من محارمها يستطيع ذلك!
ـ ليس للمرأة حق الخروج من بيتها، فخروج المرأة من بيتها مفسدة، واذا خرجت فللضرورة القصوى، على أن تكون بصحبة محرم، وأن تكون مرتدية نقابا فضفاضا أسود اللون!
ـ ليس للمرأة طبعا حق العمل.. وليس لها حق التواجد فى أماكن العمل المتواجد بها الرجال!
ـ ليس للمرأة طبعا حق الترشح لأى وظيفة أو منصب.. وليس لها حق الإنتخاب!
ـ لا حدود لحقوق الزوج على زوجته، وعلى المرأة الطاعة فى كل أمر يصدره زوجها، مهما كانت متعبة أو مريضة!
ـ للزوج الحق فى الزواج بأربع نساء دون الحاجة الى تلك البدعة التى تفرض عليه إخطار باقى الزوجات!

(أفتى أحد كبرائهم أن للزوج الحق، اذا حاول آخرون إغتصاب زوجته، أن يفر بنفسه ويتركها لهم!)
(كما أفتى آخر بأنه اذا توفيت الزوجه، يظل لزوجها الحق فى معاشرتها جنسيا حتى انقضاء ست (6) ساعات بعد الوفاه!) (هل سمع أحد بشىء أبشع من ذلك؟!)

فهل تعتبر المرأة ـ بعد كل هذه السادية والشذوذ، وبعد كل هذه الممنوعات والمحظورات ـ كائنا حيا؟! (أنا أقول كائن ولا أقول إنسان)

وهل عرفتم الآن من هو الجاهلى الوهابى؟

الثلاثاء، 28 أكتوبر 2014

التهجير هو الحل!


قال لى صديق ناصرى بغضب: لو كان عبد الناصر موجودا الآن، لكان قد ولّع الدنيا، فور حدوث عدوان شمال سيناء!
فقلت له: أحمد الله كثيرا أن عبد الناصر غير موجود، وأن السيسى لم يتّبع منهجه، فليس أسوأ من إتخاذ قرار متسرّع انفعالى.. يهلل له الكثيرون، وتنطلق بعده الهتافات والاناشيد الوطنية، مثلما حدث عندما إدّعى عملاء مغرضون كذبا، قبل 5 يونيو 1967، أن اسرائيل تحشد قواتها على حدود سوريا، فإتخذ عبد الناصر قرارا متسرعا بدفع الجيش المصرى الى سيناء، دون أن يكون مستعدا للقتال، وكانت النتيجة، احتلال اسرائيل لسيناء، ومرتفعات الجولان، والضفة  الغربية لنهر الأردن!
ثم أن الدنيا تغيرت كثيرا منذ أيام عبد الناصر، وحتى أيامنا هذه؛ والاجراءات والقرارات التى إتخذها السيسى مؤخرا تتسم بحكمة شديدة وبعد نظر، فحظر التجول لم يتضمن إلا منطقة محدودة من شمال شرق سيناء، أما إحالة أى تهديد لأمن مصر الى المحاكم العسكرية، فيشمل مصر كلها!
وأعتقد أن كثيرين يتفقوا معى، أن بعض ذوى النفوس الضعيفة، قد تجاوزوا كل الحدود، ولم يعد ممكنا أو مقبولا، معاملتهم برفق ولين؛ خصوصا أن التمويل المالى ينهال عليهم بغزارة شديدة، من التنظيم الأرهابى الدولى الذى يرفع ـ للأسف الشديد ـ شعارات إسلامية!
وبقى قرار أخير يجب إتخاذه، وهو تهجير أهالى منطقة حظر التجول تهجيرا مؤقتا، وهو قرار صعب، ولكنه ضرورى جدا، فأغلب العمليات الإرهابية تتم نهارا، للإحتماء بالأهالى الذين يمارسون حياتهم العادية، وقليلا ما تتم عمليات إرهابية ليلا فى الوقت المحدد لحظر التجول.
وقد سمعت بنفسى اللواء سامح سيف اليزل يقول أنه إتصل بالعديد من كبار شيوخ القبائل، الذين أبدوا موافقتهم على التهجير، وأوضحوا أن الإرهابيين يجبرون الآهالى ـ بوسائل مختلفة ـ على التعاون معهم فى عملياتهم الإرهابية!
لقد سبق لنا بعد حرب 1967 أن قمنا بتهجير أهل منطقة القناة جميعا، وعدد سكان المنطقة المطلوب تهجيرهم أقل من ذلك بكثير!
إن أنفاقا عديدة بين غزه ومصر محفورة أسفل بيوت المنطقة، وأسلحة ومعدات عسكرية يتم تخزينها داخل البيوت، وأفضل مكان يختبىء فيه الإرهابيون هو البيوت!
وإذا أردنا حلا سريعا وعاجلا وفعّال، فالتهجير هو الحل!
 

السبت، 25 أكتوبر 2014

لم تعد لدينا قدرة على التحمل أكثر من ذلك!

ما حدث فى محافظة شمال سيناء أمس ليس عملا إرهابيا، وإنما هجوم عسكرى مخطط ومنظم بدقة، من مجموعة دول معادية!
لقد تم التخطيط خارج مصر، وشاركت فيه ـ للأسف الشديد ـ دول عربية واسلامية، تدعم وتأوى تنظيمات إرهابية، ترفع شعارات إسلامية؛ وتم التنفيذ بواسطة أفراد جاءؤا من قطاع غزة عبر الأنفاق، وتمت ادارة المعركة عبر الأقمار الصناعية!
وكان الهدف من الهجوم، تأديب ومعاقبة مصر بصفة عامة، والسيسى بصفة خاصة، لتصديهم ومحاربة التنظيمات الإرهابية!
لقد إشترى المصريون شهادات استثمار خاصة بمشروع توسيع قناة السويس بـ 64 مليون جنيه فى اسبوع واحد!
وبدأت السياحة تنتعش، وبدأ السياح فى العودة الى مصر!
وبدأ العمل فى مشروعات عملاقة جديدة، وبدأ المستثمرون فى ضخ أموالهم فى السوق المصرى!
وذهب السيسى الى نيويورك، فأصبح نجم الدورة دون منازع، بل إنه هتف من منبر الأمم المتحدة "تحيا مصر" ثلاث مرات!
من أجل كل هذا، لزم التأديب والعقاب، وأن يكون قاسيا بحيث يٌفقد الشعب المصرى ثقته فى نفسه وفى رئيسه وفى جيشه وفى شرطته!
ربما يعتقد المهاجمون أن الشعب المصرى شعب سهل بسيط محب للمرح والضحك، وأنهم يستطيعون بهجومهم أن يأدبوه ويعاقبوه ويمنعوه من تصديه ومحاربته للتنظيمات الإرهابية، فهل نجح المهاجمون؟
لقد عجز المهاجمون عن إدراك أن وجود هذا الشعب منذ آلاف السنين، أكسبه ـ بالإضافة الى هذه الصفات اللطيفة ـ عمقا حضاريا وصلابة، وقدرة هائلة على الجلد والصمود وتحمل المشاق والمحن؛ وأن كل ما فعلوه، لن يؤدى بالتالى سوى إلى زيادة تماسك هذا الشعب، وتعميق صفاته الحضارية وقدراته الهائلة!
وأخيرا.. لقد تحملكم هذا الشعب كثيرا وطويلا، ولم تعد لدينا قدرة على التحمل أكثر من ذلك!

الخميس، 23 أكتوبر 2014

الإصرار على أن تكون المرأة المسلمة كريهة الرائحة!



(أعتذر لأننى سأكتب صراحة، لفظا غير مناسب، دون استبداله بنقط، كما فعلت من قبل)

كتبت يوم 20 اكت 2014 عن "ستيكر" ملصق بأماكن كثيرة فى مترو الانفاق، يؤكد أن حديثا نبويا يتهم، أى إمرأة تعطرت، فمرت على قوم شمّوا رائحة عطرها، بأنها "زانية"!
وقد استنكرت أن يكون ذلك حديثا نبويا، لأن نبينا الكريم (صلعم) كان نظيفا يحب النظافة، ومن المٌستبعد أن لا يوافق على تعطّر إمرأة برائحة طيبة؛ ثم أن توجيه مثل هذا الاتهام يجب أن يتم بناء على رؤية مؤكدة من أربعة شهود، وأن يكون هناك رجل مشترك معها فى هذا الأمر، وتساءلت فى النهاية: هل المطلوب أن تكون المرأة المسلمة كريهة الرائحة؟
ووصلتنى رسالة من إنسانة عزيزة عندى جدا، تؤكد صحة الحديث النبوى، وعدم جواز التعليق عليه! وطلبت منى أن أشاهد فيديو لمن يٌدعى "العريفى" يٌفسّر فيه هذا الحديث.
وبعد مشاهدتى للفيديو أقول، كان الأكرم للعريفى أن يٌقر أن هذا الحديث لا يمكن أن يصدر عن نبينا الكريم (صلعم)، كما فعلت أنا، وكما يجب أن يفعل كل عاقل حريص على الإسلام؛ بدلا من تأكيده أن الحديث صحيح، ولكن نبينا الكريم لم يكن يقصد ذلك! بل كان يقصد أى إمرأة تتعطر، ثم تتعمد أن تذهب لتقف بين الرجال، حتى يشموا رائحتها!
بذمتكم حد يعرف واحدة ست بتعمل كده؟ وهل اذا واحدة عملت كده تبقى زانية؟
واستطرد العريفى فقال أن الرسول لم يكن يقصد زانية بالفعل!، وإنما زانية بالتصرف!، أى أنها وقعت فى شىء من الزنا!
ياريت يا عريفى تقول لنا، يعنى ايه زانية بالتصرف؟ ويعنى ايه وقعت فى شىء من الزنا؟
ثم كيف نقرر ونحكم على إمرأة بأنها زانية بالتصرف، و/أو أنها وقعت فى شىء من الزنا؟
وما هو حكم الدين الإسلامى فى هذا الأمر الذى لم نسمع به من قبل؟
ولم يكتف العريفى بهذا الكلام الفارغ، وإنما بادر فوضع شروطا لتعطر المرأة المسلمة:
ـ أن تضع أولا عطرا "مخفيّا"! (أوضح العريفى أن العطر المخفى هو الذى لا تفوح رائحته، ولا تشمّه إلا المرأة نفسها فقط!)
ـ واذا وضعت المرأة عطرا ليس مخفيّا، فعليها أن لا تذهب الى مكان يوجد به رجال!
بالرغم من كل شىء فقد أعطى العريفى للأمر بما قاله وبشروطه، لمسة كوميدية، بالرغم من ذلك الإصرار المؤلم على أن تكون المرأة المسلمة كريهة الرائحة!
ــــــــــــــــــــــ
ولمن يحب مشاهدة فيديو العريفى، والتأكد مما قاله، استخدم الرابط:



الاثنين، 20 أكتوبر 2014

هل المطلوب أن تكون المرأة المسلمة كريهة الرائحة؟




"أيما امرأة تعطرت فمرت على قوم ليجدوا منها ريحاً فهي ....."
 
(معنى الكلام أن أى امرأة، تضع على جسدها وملابسها، رائحة طيبة يستطيبها الناس، فهى .....!)
قرأت هذا الكلام مطبوعا على "ستيكر" ملصق على ابواب عدد كبير من عربات مترو الانفاق، وعلى الجدران داخل بعض المحطات!
وتحته تأكيد بأن هذا الكلام حديث نبوى!
ويستحيل أن يكون هذا الكلام حديثا نبويا، فالكلمة التى استبدلتها بخمس نقط بدلا من الحروف، هى صفة وإتهام لإمرأة أتت فعلا سيئا، ولقد اشترط الله بحكمته، لكى تتأكد هذه الصفة وهذا الإتهام أن يشهد برؤية ما حدث، أربعة من الشهود، لا يتطرق الى نزاهتهم أى شك، يقرّون جميعا بأنهم رأوا بأعينهم ما حدث؛ وإلا يٌعتبر من وجّه هذه الصفة أو هذا الاتهام قد ارتكب جريمة قذف المحصنات (يعنى توجيه إتهام الى انسان برىء دون أن يكون هناك دليل)، وهى جريمة تعتبر من كبائر الذنوب!
ثم أن هذا الإتهام لا يمكن أن يوجه الى إمرأة بمفردها، بل يجب أن يكون مشتركا معها رجل، فأين هو هذا الرجل؟  
وأخيرا الإتهام هنا مٌجهّل، بمعنى أنه غير موجّه الى إنسانة معروفة محددة، فهل يليق توجيه هذا الإتهام إلى كل وأى إمرأة تتعطر برائحة عطرية؟
وهل يٌعقل أن يٌنسب الى نبينا الكريم (صلعم) مثل هذا الكلام؟ خصوصا أنه كان نظيفا يحب النظافة، ومن المٌستبعد أن لا يوافق على تعطّر إمرأة برائحة طيبة!
هل المطلوب أن تكون المرأة المسلمة كريهة الرائحة؟