الثلاثاء، 14 أكتوبر 2014

اللى حضّر عفريت.. هوه اللى يصرفه!


حينما قرر الرئيس جورج بوش الإبن الهجوم على العراق، بإدعاء مغرض بوجود أسلحة نووية فى العراق، لم يستغرق الأمر طويلا لبدء الهجوم!

وأثناء ثورة 25 يناير طلب الرئيس اوباما من الرئيس حسنى مبارك أن يتخذ إجراء فورى وقال عبارته المشهورة: الآن يعنى الآن! (Now means Now)!

أما حينما أصبح الأمر يتعلق بـ "داعش" فقد أكّد جميع المسئولين الأمريكان، إبتداء باوباما وجون كيرى وزير الخارجية، وانتهاء بتشاك هيجل وزير الدفاع والجنرال المتقاعد جون ألين، المكلف  ببناء تحالف محاربة داعش؛ أكّدوا جميعا، أن الولايات المتحدة تتبنى إستراتيجية طويلة المدى، وأن الحرب ضد داعش ستستغرق وقتا طويلا، وأن الأمر سيحتاج إلى صبر!، وأكّدوا أيضا أن مسئولية هذه الحرب تقع على عاتق "المجتمع الدولي بأسره"!

ومشكلة كل هؤلاء المسئولين الأمريكان أنهم متخيلين أنه يوجد فى "المجتمع الدولي بأسره" من يصدقهم، ولا يدرك محاولات التعطيل المفضوحة التى يقومون بها، حتى يستتب الأمر لـ "داعش" فى سوريا والعراق! وبعدها يتكرر السيناريو الممل الذى سبق لأمريكا القيام بالعديد من السيناريوهات الشبيهة به، فى كوريا وفييتنام وافغانستان والعراق و.. و.. الخ.. (يجب أن لا تتوقف صناعة السلاح فى امريكا للحظة واحدة!)
ومن المهم وجود ممول سخى يغطى كل هذه التكاليف، ولا يوجد طبعا أفضل من الممولين العرب!
ولابد أيضا ـ حسب السيناريو ـ من وجود ممثلين ثانوىين، على أن يقوم أحدهم بدور السنّيد للبطل، ويقوم البطل بين آونة وأخرى، بضربه على قفاه أو صفعه، لإضافة لمسة كوميديه للمشهد، و تركيا مثل واضح على ذلك، فقد كانت بالأمس ومازالت حتى اليوم، مخزن ترانزيت المقاتلين والسلاح لداعش؛ فهل يٌعقل بعد أن أعلن بايدن ذلك صراحة أمام العالم كله، أن تٌصبح مطاراتها اليوم قاعدة انطلاق لطيران التحالف الذى يضرب داعش؟!

أجمع كل المسئولين الأمريكان أن مسئولية حرب داعش تقع على عاتق "المجتمع الدولي بأسره"، وهناك مثل مصرى ظريف، أحب أن أهديه لهم: "اللى حضّر عفريت.. هوه اللى يصرفه!"
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق