الجمعة، 8 يناير 2016

شنطه خضار ولحمه من القوات المسلحه!


نشر صديق عزيز خبرا عن لص خطف شنطه خضار ولحمه من سيدة، بعد أن تسوقتها من مجمع بيع للقوات المسلحه.. وتساءل هل يستحق هذا الخبر أن تُذيعه القنوات الفضائية وقنوات التواصل الاجتماعى؟
وقد علّق على هذا الخبر وإنتقده مجموعة من الأصدقاء الأعزاء.. إلا أنهم قد فاتهم جميعا، أننا ما زلنا حتى هذه اللحظة متأثرين تأثرا شديدا بأساليب الإعلام الإستبدادية والشيوعية، التى سادت مصر كلها منذ توطدت العلاقات بين الرئيس جمال عبد الناصر والدول الشيوعية، ولم نستطع ـ للأسف الشديد ـ التخلص منها، حتى يومنا هذا!
وأذكر أن إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة ـ فى ذلك الوقت ـ قامت بتوزيع بعض الكتيبات والنشرات الدعائية عن الجيش الكورى، وكان بينها صورة لمجموعة من الجنود الكوريين جالسين على الأرض وممسكين بكتاب، وكُتب تحتها: جنود يقرأون تعاليم الرفيق "كيم إيل سونج" زعيم كوريا.. "وهم مُفعمون بالحماسة"!
وكان يجلس بجوارى وقتها خبير روسى يدعى أناتولى فسألته وأنا مُستغرق فى الضحك: كيف عرف، من كتب هذا التعليق، أن الجنود مُفعمون بالحماسة؟
ولم يرد أناتولى، وإنما تبادل حديثا بالروسية مع المترجم، وكان مصريا، الذى أشار لى خفية أن أنتظر، ولما إنفرد بى بعدها قال لى: أناتولى طلب منى عدم ترجمة أى أسئلة ممكن "تودينا فى داهية"!
وسؤالى الى كل من نقل خبر خطف شنطه الخضارواللحمه، ومن أعدّه للنشر، ومن نشره، و..
وكل من إشترك فى هذا الخبر المهزلة، هل تعتقدوا أنكم قد قمتم بالواجب نحو قواتنا المسلحة؟  
وأرضيتم كافة المسئولين، وسدّدتم كل الخانات المطلوب تسديدها، وضمنتم إنكم "مش ها تروحوا فى داهية"؟
وسؤال آخر أخير.. هل لو كانت السيدة المسكينة قد تسوقت الشنطة من أى بقّال أو سوبر ماركت أو أى جهة فى مصر، غير مجمعات البيع الخاصة بالقوات المسلحه، هل كان أى مخلوق على أرض المحروسة، قد عرف أو سمع أو شم ريحة الخبر؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق