نشرت الناشطة النشطة
"فاطمة أحمد" فيديو مؤلم لمجرمى داعش وهم يلقون إنسانا مسكينا من إرتفاع
شاهق، وتساءلت هل كان يوجد فيما مضى أماكن مرتفعة يلقون الناس منها؟ أم أن هذا
الأمر مستحدث؟
والحقيقة أننى أذكر أن الشيخ محمد متولى الشعراوى كان أول من سمعته يطالب
بتنفيذ هذه العقوبة، ومعها عقوبة أخرى هى "الحرق حيّا"، وربما يندهش
القراء اذا علموا أنه أراد تطبيق واحدة من هاتين العقوبتين على توفيق الحكيم، والدكتور
زكى نجيب محمود، والدكتور يوسف ادريس؛ وإليكم القصة بالتفصيل:
في يوم الثلاثاء أول مارس 1983 ظهر فى الصفحة
الثالثة عشرة من جريدة الأهرام عنوان ضخم ومثير: "حديث مع الله".. ومع العنوان صورة كاريكاتورية
للكاتب الكبير توفيق الحكيم واقفا فوق سحابة في السماء وقد تناثرت تحت قدميه بعض
الكتب، بينما وضع إحدى يديه في جيبه، ورفع الأخرى في الفضاء
وكان توفيق الحكيم قد أعلن قبلها أن
كل الأحداث الهامة التى مرت به فى حياته، كانت تقع دائما يوم الثلاثاء، ولذلك فإنه
يتوقع أن تكون وفاته يوم ثلاثاء، ونظرا لأنه قد بلغ من السن عتيا، وإقتربت لحظة
لقائه بالله، فقد قرر أن يكتب فى جريدة الأهرام مقالا كل يوم ثلاثاء، حتى يتوفاه
الله والقلم فى يده! وبما أن مقالاته سوف تكون آخر شىء يكتبه فى حياته، فقد قرر أن
تكون أقرب الى الإعترافات، والى المناجاة!
وبدأ بالفعل كل ثلاثاء، فى كتابة
سلسلة من المقالات الشديدة العذوبة والجمال، إلا أن الحاسة الأدبية نشطت بشدة،
فتخيل أن الله يرد عليه، وتحولت الإعترافات والمناجاة الى حديث فى شكل حوار رائع بين
الخالق والمخلوق!
وقامت القيامة، وكان أول رد فعل بيان من
الأزهر الشريف، تتصدره كلمات من الآية 51 سورة الشورى التى تقول: "مَا كَانَ لِبَشَرٍ
أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا"
وإنتهى البيان الى أن توفيق الحكيم قد
إدعّى النبوة!
وكان من العسير أن يحدث مثل هذا الأمر
دون أن يدلى الشيخ الشعراوى بدلوه، فأصدر فى 17 مارس 1983، بيانا فى جريدة اللواء
الإسلامى، يطلب عقد ندوة يحضرها هو وتوفيق الحكيم، ويحضر معهما الدكتور زكى نجيب
محمود والدكتور يوسف ادريس؛ ولما سُئل عن سبب حضورهما، أجاب بأنهما فى رأيه، أشد
خطرا على الدين الإسلامى من توفيق الحكيم، وأن الهدف من الندوة هو مراجعة الثلاثة وإستتابتهم
لإفتراءاتهم على الدين الإسلامى!
ولما قيل له أنه من المستحيل تراجعهم
عن آراء يؤمنون بها، وسُئل عن الحد الإسلامى والعقاب الذى يرى تطبيقه على الثلاثة،
قال أنه يجب استحداث حدود جديده تناسب أفعالهم، مثل "الإلقاء من شاهق"
أو "الحرق حيّا"