فى حلقة "نقطة حوار" من قناة "بى بى سى" عن الرسوم الكاريكاتيرية، التى نشرتها مجلة "شارلى إبدو"، والأحداث الدامية التى أعقبتها، كان ضيف الحلقة هو الكاتب الصحفى المصرى المرموق الذى يعيش ويعمل فى لندن "عادل درويش"
لفت عادل درويش الأنظار الى نقطة مهمة جدا!
فنحن نتكلم دائما عن إحترام حرية الرأى وحرية التعبير، ولكننا لا نتكلم عن
الحرية الأهم، التى لو كان من هاجموا المجلة قد إحترموها، لوفروا على أنفسهم وعلى
الكل متاعب كثيرة، ولما حدث ما حدث؛ ألا وهى "حرية الإختيار"!
فإذا نظرنا الى شارلى إبدو، فسوف نجد أنها مجلة كاريكاتورية ساخرة، معظم
كتابها ورساميها من ذوى الإتجاهات اليسارية والإلحاديه اللادينية، وهم بالتالى
دائمى السخرية من الأديان والمتديّنين!
والمجلة تصدر فى فرنسا، تلبية لرضا وإختيار فرنسيين من ذوى نفس الإتجاهات!
ولم يكن عدد النسخ المباعة من المجلة يتجاوز، فى أحسن الأحوال، خمسين ألف
نسخة!
فما الذى يدفع مُسلم أو متدين لإختيار وشراء وقراءة مجلة تسخر منه ومن
دينه؟ ثم يهاجمها هجوما دمويا شديدا، خصوصا أنها لم تُفرض عليه، وأن عدد الفرنسيين
الذين كانوا يختارون شراءها محدود للغاية!
لقد كانت المجلة على وشك الإفلاس، فإنهال عليها، تضامنا مع ما حدث، كمية هائلة
من التبرعات، قُدرت بملايين اليورو!
وطبعت المجلة من العدد الذى صدر أخيرا بعد الهجوم، 3 مليون نسخة!
فهل يدرك من دبروا الهجوم على المجلة، أن هجومهم كان بمثابة دعاية مجانية
هائلة، أعطت للمجلة قبلة الحياة، بعد أن أوشكت على الموت؟
ونستطيع طبعا تطبيق مبدأ حرية الإختيار فى كافة نواحى الحياة، فلو أن مادة
مقروءة أو مسموعة أو مرئية، لم تُعجبك، ولم تكن مفروضة عليك، فلماذ لا تغيرها
بمادة أخرى تعجبك، وكفى الله المؤمنين شر القتال!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق