كان أكثر شىء يهتم به جحا، ويعمل له ألف حساب، هو كلام الناس!
وكان يوما فى طريقه الى السوق ومعه إبنه وحماره.
فطلب جحا من إبنه أن يركب الحمار ومشى بجواره.
فقابلهما بعض الفلاحين، ولما تجاوزوهما، سمعا أحدهم يقول للآخرين: هذا إبن
عاق، يركب الحمار ويترك أبيه سائرا!
فأسرع جحا وطلب من إبنه النزول من على الحمار وركب هو.
فقابلهما بعض الفلاحين، ولما تجاوزوهما، سمعا أحدهم يقول للآخرين: هذا أب
قاسى القلب، يركب الحمار ويترك إبنه سائرا!
فأسرع جحا بالنزول من على الحمار وسار بجوار إبنه.
فقابلهما بعض الفلاحين، ولما تجاوزوهما، سمعا أحدهم يقول للآخرين: هذان إثنان
من الحمقى، يسيران بجوار الحمار ولا يركبان عليه!
فأسرع الإثنان بركوب الحمار سويا.
فقابلهما بعض الفلاحين، ولما تجاوزوهما، سمعا أحدهم يقول للآخرين: لم أر من
قبل إثنان نُزعت من قلبيهما الرحمة والشفقة مثل هذين الإثنين!
فأسرع الإثنان بالنزول من على الحمار، وقال جحا لإبنه: أفضل ما نفعله أن
نقوم نحن الإثنين بحمل الحمار، فحملاه وسارا.
فقابلهما بعض الفلاحين، ولم يتجاوزوهما، كما فعل باقى الفلاحين، وإنما
وقفوا ينظرون اليهما وهم مستغرقون فى الضحك، وقال أحدهم للآخرين: يا له من منظر
مضحك، إثنان من المجانين يحملان حمارا!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق