الخميس، 8 يناير 2015

الدين والسياسة


تدخل الدين فى السياسة يسىء لكلاهما إساءة بليغة!
فالدين تنزيل من عند الله، وهو بالتالى ثابت لا يتغير؛ أما السياسة فمن وضع البشر، ويجب أن تتغيّر لكى تتناسب مع أحوال الناس، التى تتغير بصفة دائمة!
وكل الأديان، بدون استثاء، تعتبر "الكذب" من الكبائر، فهل يمكن أن يكون السياسى صادقا طول الوقت؟

من القصص المشهورة عن "ونستون تشرشل" رئيس وزراء بريطانيا الأسبق، أنه مر بقبر مكتوب على شاهده، "هنا يرقد السياسى الصادق"!
فتعجب قائلا: "هذه أول مره أرى اثنين مدفونين فى قبر واحد، فالسياسى لا يمكن أن يكون صادقا!"

وحينما يتأسس حزب سياسى يحمل إسم الله، ويقول مؤسسوه أنه حزب دينى، أو ذو مرجعية دينية؛ فليس لهذا سوى معنى واحدا، وهو أن أى مخالف لهذا الحزب، يكون مخالفا لله، وللدين الذى تأسس عليه هذا الحزب! وفى هذه الحالة، يكون من حق كل المخالفين أن يؤسسوا أحزابا تتناسب مرجعيتها مع عقائدهم، وأوضح مثال على ذلك لبنان، الذى يظل عاجزا لشهور عن انتخاب رئيس للجمهورية، بسبب هذه الفوضى!
وقد تنبه المصريون مبكرا لهذا الأمر، فكان شعارهم فى ثورة 1919، "الدين لله.. والوطن للجميع"!
إلا أننى أرى فى مصرحاليا، بعض الأحزاب التى تأسست على أساس دينى، ويحاول مؤسسوها حاليا التنصل من ذلك، فيدّعون أن مرجعيتها دينية وأنها ليست دينية؟ (يا سلام!)، وسواء كان هذا أو ذلك، فيجب اذا كنا حريصين على سلامة الحياة السياسية فى مصر، إلغاء هذه الأحزاب فورا، قبل أن تبدأ الإنتخابات!
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق