الثلاثاء، 27 ديسمبر 2016

سؤال صريح


لا يقبل كثير من المسلمين أى نقد يُوَجه اليهم.. خصوصا اذا كان النقد مُرتبطا بالدين الإسلامى.. أو بسلوكهم الدينى..
وسبب ذلك الرئيسى أن كل كتب التراث.. وبعض الأحاديث النبوية غير الصحيحة.. زرعت فى عقولهم أن الإسلام هو الدين الوحيد الذى يجب أن يتبعه جميع البشر.. وأن من يخالف ذلك.. كافر أو ملحد.. ويجب أن يُعامَل معاملة سيئة.. حتى فى أبسط الأشياء.. مثل عدم إلقاء التحية عليه.. وعدم تهنئته بِأى مناسبة أو أعياد دينيه خاصة به!
بالرغم أن الله يقول فى سورة الكهف الآية رقم 29: "وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ.." أى أن الله سبحانه وتعالى لا يُجبر الإنسان على الإيمان أو الكفر أو إعتناق دين محدد.. ويترك له الإختيار.. لأنه هو وحده الذى سيحاسبه فى النهاية على ذلك.. وليس لأى إنسان آخر بالتالى الحق فى التدخل فى إيمان أو كُفر أو دين الآخرين.. فما بالك بالمسلم الذى يضهد الآخرين ويسىء معاملتهم لمجرد أنهم ليسوا مسلمين..

وحينما نشرت أن شيخ الأزهر أكّدَ إستعداده للتوجه الى ميانمار.. لرفع الظلم والاضطهاد.. عن الأقلية المسلمة هناك.. وتساءلت ألم يكن المسيحيون فى مصر الأَوْلى بالإهتمام؟ غضب بعض المسلمين.. وقالوا أننى أبالغ.. وأن الحقيقة والواقع غير ذلك.. وأن المسيحيين يلقون فى مصر أحسن معاملة.. ومنهم من قال أنه تمييز طبيعى للمسلمين.. نظرا لكونهم الأغلبية..  ولا يمكن وصفه بالإضطهاد لغيرهم!
وعن نفسى فإننى أقف دائما فى صف صاحب الحق المظلوم والمُعتدى عليه..
وتعالوا نتحدث بأمثلة يعبر عنها الواقع الحقيقى.. ونبتعد عن الكلام المُرسل..  
تم تجريد امرأة مسيحية مسنّة من ملابسها فى عرض الشارع بواسطة مجموعة من المسلمين..
وتم طرد العديد من الأسر المسيحية من بيوتها فى الصعيد وفى أماكن غيرها.. وتم حرق بيوتهم.. ومازال المسيحيون فى الواقع لا يستطيعوا بناء كنيسة.. بالرغم من القانون الذى قيل أنه صدر.. بسبب التعقيدات الإدارية الروتينية التى يتعرضون لها..
وما زال السلفيون يزدرون الدين المسيحى فى أحاديثهم.. وفى دعوات الخطباء فى كل صلاة جمعة.. دون أن يُتخذ حيالهم أى إجراء..
و... و...
ومُضطر قبل أن أختم كلامى أن اُتوجه الى الجميع بسؤال صريح:
هل يعرف أحدكم مسيحيا واحدا يتولى منصبا هاما.. أو يعمل فى أجهزة الدولة السيادية ذات الحساسية؟
تكفينى كلمة "نعم" دون الإسم.. وأنا متأكد أننى لن أسمعها.. مع العلم أن أغلب هذه الأجهزة.. لا تسمح بنشر أسماء العاملين فيها.. 

الاثنين، 26 ديسمبر 2016

إنتصار القضية الفلسطينية!


إعتبر الإخوة الفلسطينيين قرار مجلس الأمن بخصوص المُستوطنات الإسرائيلية.. إنتصارا كبيرا للقضية الفلسطينية!

أصدر نتنياهو تصريحات قال فيها أن مجلس الأمن ليس هو المكان المناسب لحل المشكلة بين الفلسطينيين والإسرائيلين.. وأن المجلس سبق له إتخاذ العديد من القرارات بهذا الخصوص!
وأن اسرائيل لم.. ولا.. ولن.. تلتزم بهذه القرارات "العنصرية" (هذا نص وصف نتنياهو للقرارات)

هل ما زال الإخوة الفلسطينيين مُصرّين على موضوع الإنتصار الكبير؟



السبت، 24 ديسمبر 2016

مصر باعت القضية!



ثار كثيرون وغضبوا.. ووصلوا الى درجة التشنج.. بسبب موقف مصر فى مجلس الأمن..
وإتّهَم أغلبهم مصر بأنها باعت القضية الفلسطينية!
ونحن أساتذة.. لدينا مَوروثا هائلا من الكلام "التِخين".. الذى لا يحمل أى معنى مُحدد واضح.. وغالبا ما يختلف عن الحقيقة تماما!
ففلسطين ليست قضية.. إنها وطن ضاع من بين أيدى أصحابه.. وهم لاهين عنه بمشاكل جانبية مُخزية..
وحينما يضيع الوطن.. فليس هناك سوى طريق واحد لإسترداده.. حاول السادات أن يُعَلّمه للعرب.. فلم يستجيبوا.. وإعتبروه أيضا قد باع القضية..

القضايا يا سيدات ويا سادة.. مكانها ساحات المحاكم والأمم المتحدة ومجلس الأمن.. وكل هذه الأماكن مليئة وطافحة بالمرافعات والإتهامات.. وكُلّه من نوع الكلام التخين إيّاه.. الذى ينتج عنه قرارات أتخن.. مثل 238.. وان شاء الله عندما يصدر القرار المليون و238.. فأنا متأكد أن أحفاد أحفاد... العرب.. سيتهمون مصر أيضا بأنها باعت القضية!

الأربعاء، 21 ديسمبر 2016

سبعون ذراع وسبعون بِكْر!


كنت فى الثانية عشرة عندما سمعت رقم (70) لأول مرة من أحد الخُطباء فى صلاة الجمعة.. وكان يتحدث عن ثعبان هائل اسمه "الشجاع الأقرع".. طوله سبعون ذراعا وعرضه مثلها.. سيقتحم قبر تارك الصلاة.. ليُعَاقبه على تركها!
وأدهشنى أن يكون طول الثعبان مثل عَرضُه.. لذلك لم أستطع أن أمنع نفسى من سؤال الخطيب.. بمنتهى البراءة.. عندما مر بجوارى بعد إنتهاء الصلاة: هل يوجد ثعبان مُرَبّع؟
فظهر الإمتعاض على وجهه.. وغادر المسجد دون أن يجيبنى!

ثم فوجئت فى هذه الأيام برقم (70) يتكرر كثيرا.. وخصوصا فى عدد النساء الأبكار المُخصصات للرجل المُسْلم المُؤمن الذى يدخل الجنة.. والزمن بالسنين الذى تستغرقه معاشرة كل واحدة منهن!

ولما كان من الصعب على تفكيرى المنطقى.. أن يَقبًل أو يقتنع بهذه المعلومات غير القابلة للتصديق.. فقد لجأت الى البحث فى القرآن عن رقم (70).. فوجدته قد ذُكر (3) مرات..
الأولى فى سورة الحاقة.. الآية رقم 32.. "... فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا...".. وذرعها تعنى طولها.. والذراع هو طول ذراع الإنسان.. والمقصود بـ (70).. طول السلسلة التى يُربط بها المُعَذبون فى الآخرة..
والثانية فى سورة الأعراف الآية رقم 155.. "... وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً...".. والمقصود بـ (70).. عدد الرجال الذين تم إختيارهم من قوم موسى..
والثالثة فى سورة التوبة الآية رقم 80.. "... إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِر...".. .. والمقصود بـ (70).. عدد مرات الإستغفار..

أى أن ذكر رقم (70) فى القرآن.. ليس له علاقة بأى ثعبان.. أو بأى عدد من النساء الأبكار المُخصصات للرجل المُسْلم المُؤمن الذى يدخل الجنة.. أوبالزمن بالسنين الذى تستغرقه معاشرة كل واحدة منهن!
والمعلومات المتوفرة لدينا حتى الآن.. تقول أن أجسام الثعابين ليست مُغَطّاة بالشعر.. ولا يمكن بالتالى أن يوجد ثعبان أقرع!
بالإضافة الى أن تكرار المُضاعفات السبعينية.. فى مجالات تختلف تماما.. عن المجالات التى ذُكرَت فى القرآن.. يُوضّح مدى سطوة الخيالات الجنسية المريضة.. المُسَيطرة على الجاهليين الوهابيين الظلاميين.. سيطرة شديدة.. حتى إنها أفقدتهم كل قدرة على التفكير المنطقى السليم!

الاثنين، 19 ديسمبر 2016

ألم يكن المسيحيون فى مصر الأَوْلى بالإهتمام؟



نشرت جميع وسائل الإعلام.. أن شيخ الأزهر شدّدَ على ضرورة رفع الظلم والاضطهاد.. عن الأقلية المسلمة في ميانمار (بورما سابقا).. ووضع حد للمُعاناة وأعمال العنف التي يواجهونها.. ومنحهم كافة حقوقهم كمواطنين!
وأكّدَ أنه على استعداد للتوجه الى ميانمار.. ولقاء مجموعة من الشباب المُؤثرين.. والقادة الدينيين من جميع الأديان والعرقيات.. من أجل إزالة الاحتقان.. وتحجيم هُوّة الخلاف بين الجميع!
والله فيك الخير يامولانا..
ولكن ألم يكن الأَوْلى بالإهتمام.. قبل السفر الى ميانمار.. ضرورة رفع الظلم والاضطهاد.. عن المسيحيين فى مصر.. ووضع حد للمُعاناة وأعمال العنف التي يواجهونها.. ومنحهم كافة حقوقهم كمواطنين؟