لا يقبل كثير من المسلمين أى نقد يُوَجه اليهم.. خصوصا اذا كان النقد مُرتبطا بالدين الإسلامى.. أو بسلوكهم الدينى..
وسبب ذلك
الرئيسى أن كل كتب التراث.. وبعض الأحاديث النبوية غير الصحيحة.. زرعت فى عقولهم
أن الإسلام هو الدين الوحيد الذى يجب أن يتبعه جميع البشر.. وأن من يخالف ذلك..
كافر أو ملحد.. ويجب أن يُعامَل معاملة سيئة.. حتى فى أبسط الأشياء.. مثل عدم
إلقاء التحية عليه.. وعدم تهنئته بِأى مناسبة أو أعياد دينيه خاصة به!
بالرغم أن الله يقول فى سورة
الكهف الآية رقم 29: "وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن
وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ.." أى أن الله سبحانه وتعالى لا يُجبر
الإنسان على الإيمان أو الكفر أو إعتناق دين محدد.. ويترك له الإختيار.. لأنه هو
وحده الذى سيحاسبه فى النهاية على ذلك.. وليس لأى إنسان آخر بالتالى الحق فى
التدخل فى إيمان أو كُفر أو دين الآخرين.. فما بالك بالمسلم الذى يضهد الآخرين
ويسىء معاملتهم لمجرد أنهم ليسوا مسلمين..
وحينما نشرت أن شيخ الأزهر أكّدَ إستعداده للتوجه الى ميانمار..
لرفع الظلم والاضطهاد.. عن الأقلية المسلمة هناك.. وتساءلت ألم يكن المسيحيون فى
مصر الأَوْلى بالإهتمام؟ غضب بعض المسلمين.. وقالوا أننى أبالغ.. وأن الحقيقة والواقع غير ذلك.. وأن المسيحيين يلقون
فى مصر أحسن معاملة.. ومنهم من قال أنه تمييز طبيعى للمسلمين.. نظرا لكونهم
الأغلبية.. ولا يمكن وصفه بالإضطهاد
لغيرهم!
وعن نفسى فإننى أقف دائما فى صف صاحب الحق المظلوم والمُعتدى
عليه..
وتعالوا نتحدث بأمثلة يعبر عنها الواقع الحقيقى.. ونبتعد عن
الكلام المُرسل..
تم تجريد امرأة مسيحية مسنّة من
ملابسها فى عرض الشارع بواسطة مجموعة من المسلمين..
وتم طرد العديد من الأسر
المسيحية من بيوتها فى الصعيد وفى أماكن غيرها.. وتم حرق بيوتهم.. ومازال
المسيحيون فى الواقع لا يستطيعوا بناء كنيسة.. بالرغم من القانون الذى قيل أنه
صدر.. بسبب التعقيدات الإدارية الروتينية التى يتعرضون لها..
وما زال السلفيون يزدرون الدين
المسيحى فى أحاديثهم.. وفى دعوات الخطباء فى كل صلاة جمعة.. دون أن يُتخذ حيالهم
أى إجراء..
و... و...
ومُضطر قبل أن
أختم كلامى أن اُتوجه الى الجميع بسؤال صريح:
هل يعرف أحدكم
مسيحيا واحدا يتولى منصبا هاما.. أو يعمل فى أجهزة الدولة السيادية ذات الحساسية؟
تكفينى كلمة
"نعم" دون الإسم.. وأنا متأكد أننى لن أسمعها.. مع العلم أن أغلب هذه
الأجهزة.. لا تسمح بنشر أسماء العاملين فيها..