قلت فى المدوّنة السابقة "طالما إن المادة الثانية موجودة فى الدستور، فهى بمثابة سيف مُعلّق على رقاب غير المسلمين، يستخدمه المتأسلمون متى شاءوا وأنّى شاءوا!"
والحقيقة أن المادة الثانية ليست فقط سيفا مُعلّقا على
رقاب غير المسلمين، وإنما على رقاب المسلمين أيضا!
فبناء على هذه المادة، يجب على كل مسلم يعيش على ارض
مصر، أن يلتزم باداء الصلوات الخمس فى مواعيدها المحددة!
وهذا يعنى أن جميع مظاهر الحياة، وكافة الأنشطة، يجب أن
تتوقف تماما، فى أوقات الصلاة!
أما تاركوا الصلاة، فقد اختلف الفقهاء إختلافا شديدا فى
حكمهم، حتى وصل الأمر ببعض المتشددين منهم، الى وجوب قتلهم!
ولكن، هب أننا إستطعنا الوصول الى الاتفاق على عقاب معين
لتاركى الصلاة، من يستطيع تولى مهمة جمعهم من الشارع المصرى، ثم عقابهم؟
واذا كان هذا مثال واحد يخص المسلمين، فما بالك بأصحاب
الأديان الأخرى، او غير المؤمنين بأى دين سماوى على الإطلاق، مثل ابناء جنوب شرق
آسيا، الذين يتواجدون بكثرة فى شوارع مصر؟
واذا كان هذا هو الشأن بشأن مسألة واحدة هى الصلاة،
فماذا يكون الأمر بشأن باقى المسائل الإسلامية؟
لن أملّ من تكرار أن المادة الثانية من الدستور، هى قنبلة
موقوتة، تم زرعها فى حياتنا، لكى تثير العديد من المشاكل، وتحتاج الى العديد من الفتاوى،
وتتسبب فى كم كبير من السلبيات والمُعوّقات التى نحن فى غنى عنها؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق